يؤكد الفلسطيني عامر دحابرة أن اهتمامه بأرضه في قرية عين يبرود بشمال رام الله في الضفة الغربية، وتسويرها بالحجارة على الطريقة التي عرفها أجداده منذ القدم، هي أفضل طريقة لحمايتها من الاستيطان والالتفاف على القيود الصهيونية. يعمل دحابرة البالغ من العمر ستين عاماً منذ أربع سنوات على إحاطة أرضه بهذه الأسوار الحجرية التي تعرف باسم "السناسل" والتي يرصها بعضها فوق بعض مستخدماً حجارة قديمة جلبها من الجبال المحيطة. ويقول "السناسل ارث عن أجدادنا، كانوا يبنونها لحماية الأرض، واعتقد أنه آن الأوان لكل فلسطيني أن يهتم ببناء السناسل لحماية أرضه، لأنها الحل الأمثل". والأرض التي يملكها دحابرة تناهز مساحتها ثمانية دونمات وتقع في عين يبرود شمال مدينة رام الله، وتحديداً في المنطقة "ج" التي تعتبر وفق التقسيم السياسي خاضعة للسيطرة الصهيونية، ولا يسمح البناء فيها إلا وفق القوانين والشروط الصهيونية الصارمة. ويقول دحابرة "إسرائيل تمنع البناء في هذه المنطقة، ولو سمح لي بذلك لقمت منذ اليوم ببناء بيت لي فيها" ، ويضيف "لأجل حمايتها من المصادرة والاستيطان، أقوم منذ أربع سنوات بالعناية بها بهذا الشكل. انظر إليها، ألا تعتقد أنها جميلة؟". وزرع دحابرة داخل أرضه المسورة "بالسناسل" المشمش، والعنب، والخوخ، والكوسا، وقام بترميم قنطرة قديمة فيها كانت تستخدم لإيواء حارس الأرض. ويتابع دحابرة "إسرائيل تمنعنا حتى من استخدام الاسمنت، ولذلك استخدمت الحجارة القديمة". ويؤمن دحابرة الذي أمضى عشر سنوات في الولايات المتحدة بأن العناية بالأرض بهذه الطريقة تحميها من المصادرة، ويقول "لو قام كل فلسطيني بتسوير أرضه بهذا الشكل لربما حمينا أرضنا من الاستيطان". ولا يمر عمل دحابرة من دون مضايقات أو منغصات من قبل سكان مستوطنة عوفرا القريبة، الذين يعملون على تخويفه بإطلاق النار في الهواء بالقرب منه. وعن ذلك يقول "لم ارتعب ولم أخف بل واصلت العمل في أرضي، لأني أشعر أن وجودي فيها والعمل على إصلاحها هو الطريقة الوحيدة لحمايتها". وعلى الجهة المقابلة من أرض دحابره، يعمل نادر الطاهر بالمثل على تسوير حوالي تسعة دونمات بالسناسل. وهو يأتيها يومياً لري المزروعات من بئر حفرت فيها. ويعمل نادر وكيلاً لصاحب تلك الأرض الذي يعيش في الولايات المتحدة الأميركية. ويشرح نادر أنه لا يمكن المغامرة ببناء بيت في المنطقة "ج" "هناك صديق لصاحب الأرض بنى بيتاً في المنطقة وقامت إسرائيل بهدمه". ويضيف "لا يريد أصحاب الأرض الدخول في إشكاليات قانونية، لقد صرفوا مبالغ طائلة للعناية بها". واستغرق العمال حوالي سبعين يوماً من العمل الشاق، بمساعدة جرافة، لرص حجارة عملاقة على السنسلة، لكن نتيجة عملهم كانت رائعة. وعلى تلة مرتفعة، بنى العاملون مظلة من القرميد، وضعت تحتها طاولة كبيرة من الرخام ، وبالقرب من المكان، يعمل فلسطيني آخر على تسوير أرضه، لكن بدا أنه يعمل بشكل بطيء ، ويشرح نادر أن صاحب الأرض "عمر أبو زهرة عمل مثلنا خوفاً من الهدم".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.