10°القدس
9.8°رام الله
8.86°الخليل
16.37°غزة
10° القدس
رام الله9.8°
الخليل8.86°
غزة16.37°
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.84يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.84
دولار أمريكي3.65

في شهر رمضان

خبر: "موائد الإفطار" أجر يتسابق عليه الغزيون

ارتبط شهر رمضان المبارك لدى المسلمين في كثير من الأحيان بالإسراف في الطعام والشراب ومشاهدة المسلسلات التي تتنافس الفضائيات فيما بينها لعرض الجديد منها، إلا أن أهالي غزة المحاصرين أرادوا من خلال بعض الأعمال يقومون بها في هذا الشهر تغيير تلك الصورة، والاتجاه نحو التنافس في عمل الخير. حيث يتسارع أهالي قطاع غزة المقتدرين إلى تطبيق قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً فله مثل أجره"، ليرسخ سكان القطاع هذا الحديث الشريف واقعاً عملياً، ولتكثر بهذا الشهر موائد إفطار الصائمين الجماعية، والتي تهدف بمجملها إلى اغتنام الأجر، بالإضافة إلى اعتبارها صدقة عن أرواح الشهداء والأموات. [title]تطبيقاً للسنة[/title] أهالي الشهداء تعودوا في كل عام على إحياء هذه السنة، وإقامتها في المساجد المجاورة لهم، باعتبارها صدقة عن روح شهيدهم، عَلً أجرها يصل إليه، فكانوا أصحاب النصيب الأكبر في هذه العبادة . ومن هؤلاء عائلة الشهيد "عمر الجمل" من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة والتي استشهد ابنها عام 2004، أخذت على عاتقها إقامة إفطار جماعي للصائمين في كل عام في حال توفرت الظروف المادية لديهم، وبحسب ما تقول والدة الشهيد: "فإن هذا العمل بمثابة صدقة عن روح ابنها عمر، أملا بأن يصل أجرها إلى ابنها الشهيد". وتقوم العائلة باختيار يوم من أيام شهر رمضان المبارك وتدعو أهالي الحي القريبين من المسجد إلى المشاركة في الإفطار الجماعي الذي يقام عقب صلاة المغرب، وتوزع خلاله المشروبات والحلويات، لينصرف بعدها الأهالي وهم يلهجون بالدعاء للشهيد وأسرته. [title]أجر لروح الشهيد[/title] أما عائلة الشهيد "محمد البابلي" أيضاً من سكان مخيم النصيرات فكان لها شرف السبق في سن العمل بهذه السنة الحسنة كما كان لها شرف السبق باستشهاد ابنها محمد خلال تصديه لاجتياح صهيوني عام 2003 ، ويقول شقيقه أحمد: "تنتابنا راحة كبيرة عندما نقيم إفطار عن روح شقيقي محمد، حيث أننا نستشعر أن الأجر سيصل إليه، وأن حبل الإخاء الذي بيننا ما يزال متصلاً". وحول التكاليف المادية التي يتطلبها الإفطار، أكد شقيق الشهيد أن آخر ما يفكرون به في هذه المناسبة الجانب المادي، وذلك بسبب قناعتهم في أن أي عمل تنوي القيام به وتبتغي مرضاة الله تجد الناحية المادية ميسرة، بل على العكس من ذلك نجد بركةً في الطعام الذي نقدمه للأهالي الذين يحضرون الإفطار. وتمنى أحمد أن تسري هذه السنة الحسنة لدى الكثير من المقتدرين من أهالي قطاع غزة، خاصةً في ظل الفقر والحصار الذي يعاني منه أهالي القطاع، فهناك الكثير من الأسر المستورة والمحتاجة التي تستفيد من هذه الموائد، بالإضافة إلى أنها تعمل على زيارة الترابط الاجتماعي بين الأهالي والأفراد. [title]عادة حسنة[/title] كعادتهم أهل الطاعة والخير، أخذوا على عاتقهم تشجيع بعضهم البعض على اغتنام أجر إفطار الصائمين، حتى أصبحت عادة في كل عام يسن القيام بها وتجدهم يتشاورن فيما بينهم على اختيار كل واحد منهم يوماً حتى لا يحدث تداخل في أيام الإفطار. الشيخ "بهاء الدين الجمل" أحد خطباء ووعاظ المحافظة الوسطى، نوه إلى أن إفطار الصائمين عبادة حسنة تحولت إلى عادة حسنة عند معظم سكان قطاع غزة ، لما لها من أجر عظيم في نفوس الصائمين، ولما لها من أثر كبير في زيادة التلاحم الأسري والمجتمعي ، مثمناً تلك الخطوة التي يجسد الناس فيها مبدأ التلاحم الواحد، ويتحسسوا من خلالها بعضهم البعض. وهو ما وافقه به الشيخ الواعظ "محمد حمد" في اعتبار تلك العبادة خطوة مهمة تساهم في تجسيد أواصر الألفة والمحبة بين المسلمين، كما أنها تعمل على تفقد المحتاجين الذين يصعب عليهم توفير إفطارهم بشكل يومي. وطالب حمد الجمعيات الخيرية بضرورة تحسس الفقراء والمحتاجين ومد يد العون والمساعدة لهم في هذا الشهر الكريم، فالكثير من الأسر المتعففة لا تطلب شيئاً من تلك الجمعيات على الرغم من أنها تعد من الأسر الأكثر فقراً في مناطق قطاع غزة.