غمرت الفرحة قلوب حجاج قطاع غزة المغادرين إلى الديار الحجازية لأداء مناسك الحج لهذا العام عبر معبر رفح البري اليوم الاثنين، وعبّروا عن مشاعر السعادة التي تغمرهم أثناء انتظارهم داخل صالة المغادرة في المعبر، بما حباهم الله من فرصة لأداء عبادة الحج بعد سنوات من الانتظار.
حوالي 2900 حاج وحاجة من حجاج قطاع غزة سيؤدون مناسك الحج هذا العام، كل يوم يغادر فيه حوالي 800 حاج عبر ثلاث رحلات على مدار 4 أيام، تحدوهم الأمنيات أن ييسر الله طريق مغادرتهم ووصولهم وأن يتقبل الله عبادتهم ومناسكهم وأمنيات بفك الحصار عن قطاع غزة وتخفيف معاناتها.
وفتحت السلطات المصرية معبر رفح البري استثنائيًا صباح اليوم الاثنين أمام مغادرة حجاج القطاع للديار الحجازية لأداء مناسك الحج، بعد إغلاق دام أكثر من 120 يومًا أمام سفر أهالي القطاع.
فرحة بعد انتظار
وخلال حديث لـمراسلنا مع الحجاج داخل معبر رفح البري، قال الحاج نافذ اقطيفان "هذه المشاعر التي نحياها لا توصف لأنها ليست أي رحلة ولا رحلة سياحة أو سفر، هذه رحلة عبادة، الله تبارك نادانا عن طريق سيدنا إبراهيم وقال: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق"".
ولهج اقطيفان الذي انتظر لمدة تسع سنوات لأداء مناسك الحج بالحمد والثناء على الله قائلًا: "هذا اصطفاء من الله تبارك وتعالى، فكما يصطفى الله الشهداء يصطفي من عباده من يزور بيت الله الحرام ليؤدي الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج والحمد لله رب العالمين أن أكرمنا واصطفانا لأداء هذه الفريضة".
وأضاف: "أنا أنتظر منذ 9 أعوام بأن يخرج اسمي للحج، وأنتظر بدون أي تدخل حتى أتحصل الأجر والحمد لله صبرت والله أكرمني بهذا الحج"، متمنيًا أن يعينه الله على أداء المناسك وتحمل المشقة في سبيله على أكمل وجه وأن يتقبل منه ويرضى عنه.
وتابع: "ندعو لأنفسنا وندعو للأهل أن يحفظهم وإني أستودعهم الله، وأدعو للشعب الفلسطيني وأهل غزة خاصة أن يرفع الحصار وينهي الانقسام ويوحد الصف ويعيننا على تحرير الأرض والعباد".
بدورها، عبّرت الحاجة هند أبو ندى 59 عامًا عن فرحتها الكبيرة خلال انتظارها في صالة المغادرة بمعبر رفح البري بأن أكرمها الله بالحج بعد انتظار خمس سنوات، وقالت: "الحمد لله اليوم فرحة لا توصف رغم كل التعب والعناء فرحة عامرة لا توصف".
وأضافت: "ندعو للمسلمين في غزة أن يكرمهم جميعا بالحج الذين لم يحجوا من قبل، وندعو للمرضى والأسرى، وندعو أن يفك أسر المسجد الأقصى وربنا يرزق غزة بالخير ويرفع عنها أزمة الكهرباء والمياه"، مطالبة الجانب المصري بتسهيل سفرهم وعودتهم دون انتظار في هذه الأجواء الحارة.
حوالي 2900 حاج
من جانبه، اعتبر وكيل وزارة الأوقاف في قطاع غزة حسن الصيفي خلال سفر الحجاج لليوم الأول أن الأمور تسير يشكل جيد والحجاج ينتقلون إلى الصالة المصرية.
وأوضح الصيفي أن 800 حاج سيغادرون القطاع اليوم الاثنين عبر ثلاث رحلات تقلع الرحلة الأولى الساعة الخامسة صباحًا من يوم غد الثلاثاء، مفيدًا أن عدد حجاج قطاع غزة الكلي للبعثة يصل إلى حوالي 2900 حاج وحاجة.
وأشار إلى أن "الأمور تسير بالشكل المطلوب، الجانب المصري قدم كل التسهيلات والجوازات عندهم منذ أمس من أجل تسريع عملية التفييز، والعملية تسير بكل سلاسة وسهولة ولا توجد أي مشكلة".
وتعقيبًا على أي عقبات، قال: "لا داعي أن نفترض أي فرضية لوجود مشكلة في الجوازات بالعكس تمامًا كل التسهيلات متوفرة سواء في الجانب الفلسطيني أو في الجانب المصري، وأعتقد أن هذا الموسم سيكون موسما خاصا مختلفا عن أي موسم"، لافتًا أن حجاج المكرمة سيغادرون في السابع والعشرين من الشهر الحالي.
وختم بقوله: "الشعب الفلسطيني أمنياته هو التحرير تحرير الأرض والإنسان والأسرى والمسرى والقدس والأقصى وقرانا ومدننا وبلداتنا، والشعب الفلسطيني يريد من أمته أن تتوحد في وجه العدو".
