نشرت الصحافة الإسرائيلية في الأونة الأخيرة تفاصيل حول الجدار الأمني حول قطاع غزة حيث أفادت هذه التفاصيل بأن إسرائيل باشرت بالفعل الشروع في إنشاء هذه الجدار بطول 60 كيلو متر حول القطاع وبعمق عشرات الأمتار في باطن الأرض (40-100متر) وبارتفاع 6 أمتار فوق سطح الأرض، وهنا تجدر الإشارة إلي أن بناء هذا الجدار الإسمنتي على حدود قطاع غزة الشرقية سيعمل على إعاقة تدفق مياه الأمطار المنسابة على سطح الأرض (الجريان السطحي) من الشرق إلي الغرب وخاصة في مناطق الأودية (وادي بيت حانون، وادي غزة، وادي السلقا)، وبالتالي انخفاض كميات المياه المتدفقة عبر حدود القطاع الشرقية وبالتالي التأثير سلباً على كميات التغذية للخزان الجوفي الساحلي داخل القطاع والتي تقدر بعشرات الملايين من الأمتار المكعبة من المياه.
ليس هذا فقط بل إن الحفريات المصاحبة لبناء هذا الجدار على طول الحدود ستكون سبباً مساهماً في تلويث الخزان الجوفي في هذه المناطق الحدودية بسبب ما سيحدث للتربة من خلخلة وبالتالي سهولة تسرب الملوثات من سطح الأرض وصولاً إلى المياه الجوفية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن عملية بناء الجدار الإسمنتي على طول الحدود مع قطاع غزة وما يصاحبها من تأثيرات سلبية على الخزان الجوفي داخل القطاع تعد مخالفاً لقرار الأمانة العامة للأمم المتحدة رقم 124/63 بخصوص إدارة طبقات المياه الجوفية العابرة للحدود وخاصة المواد رقم (6)، (10) (11)، (12) من هذا القرار والتي باختصار تتحدث عن عدم إحداث أضرار أو تلويث بطبقات المياه الجوفية المشتركة بالإضافة إلى عدم تخفيض كميات التغذية لهذه الطبقات وعدم التأثير على النظم الايكولوجية المجاورة لهذه الطبقات مثل نظم الوديان.
وعليه ولعدم الاضرار بمصادر المياه الجوفية للخزان الجوفي الساحلي داخل قطاع غزة وبالتالي عدم مضاعفة أزمة المياه في القطاع، فإننا نطالب دولة الاحتلال بالتوقف فوراً عن بناء هذا الجدار لما له من تأثير ضار على البيئة الفلسطينية كما نطالب الجهات القانونية ومراكز حقوق الإنسان المحلية والدولية بعمل ما يلزم لإجبار دولة الاحتلال للتوقف عن بناء هذا الجدار لخطورة أضراره المحتملة.
