"هذا الفوز هو أكبر دليل على أن المكان ليس معيارًا للنجاح، فحصار غزة ليس سببًا للتقاعس أو احتضان الفشل، بل هو وسيلة لإخبار العالم أن من بين براثن الموت، تزهر الحياة"، كلمات قالتها أبو سويرح، الفائزة بجائزة دولية في القصة القصيرة باللغة الانجليزية، والتي تُعقد سنويًا في مدينة "ماتيرا" الايطالية.
هكذا حبّذت أن تبدأ "أمنية غسان أبو سويرح"، حديثها مع مراسل "فلسطين الآن"، وهي الكاتبة العشرينية، التي حققت فوزًا دوليًا رغم عذابات الحصار الخانق، والتي تعيشه مع أكثر من مليوني محاصر في قطاع غزة، منذ ما يزيد عن 10 سنوات.
الكاتبة "أبو سويرح"، والتي تخرّجت حديثًا من الجامعة الإسلامية بغزة، بعد حصولها على درجة البكالوريوس، في كلية الآداب - قسم اللغة الإنجليزية، شاركت مع بداية هذا العام، في مسابقة جائزة القصة القصيرة للكتّاب الشباب في نسختها الـ 23، والتي تقيمها مؤسسة "إنيرجيا" الثقافية الأوروبية للجائزة الأدبية، في مدينه ماتيرا الايطالية.
وتضيف، "بعد أن تعرفت على هذه المسابقة من خلال المجموعة الخاصة بطلاب وطالبات جامعتي، واشتركت في المسابقة بقصة كنت قد كتبتها سابقًا باللغة الإنجليزية أثناء دراستي في الجامعة".
وتابعت الكاتبة أبو سويرح، "في شهر يوليو الماضي تم إبلاغي رسميًا بفوز قصتي التي عنونتها بعنوان (رسالة طبية: حب بريء)، وطُلب مني الحضور والمشاركة في الفعالية الأخيرة التي أقيمت يوم السبت الماضي 16/9، ولعدم تمكّني من الخروج في ظل اشتداد الحصار الواقع على القطاع، أنابت عني سعادة السفيرة الفلسطينية في إيطاليا، مي الكيلة واستلمت الجائزة".
وشكرت أبو سويرح، سعادة السفيرة، التي اتصلت بها شخصيًا، وهنأتها على فوزها، وعبّرت عن فخرها بهذه الجائزة وبتمثيلها عن الكاتبة "أمنية" بشكل خاص وعن دولة "فلسطين" بشكل عام.
وأما عن طموحات الكاتبة الفائزة أبو سويرح، قالت: "أولى طموحاتي هي أن أبدأ في كتابة أول رواية لي باللغة الانجليزية، وكما أنني أرغب بالحصول على درجة الماجستير في اللغة الانجليزية تخصص الترجمة".
وأهدت أمنية، فوزها ونجاحها، لجميع المواهب المهمشة في فلسطين عامة، وفي قطاع غزة على وجه التحديد، "الكاتب والشاعر والرسام والمغني، كلهم أجدر وأحق مني بهذا السبق وهذا العظيم، إن أن الفارق هو أن الحظ لازمني قليلًا".
وختمت حديثها: "كما أنني أهدي نجاحي لأبي الذي رأيت دموع فخره لأول مرة تترقرق في عينيه".
ولم تتمكن أبو سويرح، من حضور الحفل بسبب الحصار المفروض على القطاع، إلا أنها أرسلت فيديو للحفل تمكنت من خلاله نقل معاناه الشعب الفلسطيني في غزة جراء الحصار، وكذلك الصورة المشرقة للمرأة الفلسطينية والتي رغم كل شيئ تبقى منارًا للعطاء والإبداع.
بدورها أكدت، سفيرة دولة فلسطين لدى إيطاليا، مي كيله، أن عدم حضور الكاتبة سويرح، وحرمانها من الحضور مقارنة مع نظيراتها، يشكل الصورة الواضحة لحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسه حياته الطبيعية.
وأضافت، "إن مشاركة سويرح تعبر عن الموروث الثقافي الغني للشعب الفلسطيني والذي يعود الى آلاف السنين والذي يعبر عن الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني".
الجدير ذكره، بأن سفارة دولة فلسطين لدى إيطاليا، وبحضور السفيرة مي كيله، تسلمت الجائزة عن الكاتبة أبو سويرح، بحضور ممثلين عن السلك الدبلوماسي وشخصيات هامة في عالم الأدب الايطالي والأوروبي.