قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن باريس مستعدة للإسهام بشكل فاعل في الحوار بين أربيل وبغداد برعاية الأمم المتحدة، بعد الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان العراق للانفصال، مؤكدا أن بلاده ستقدم الدعم اللازم للعراق لكسب المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي جمعه صباح الخميس مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، عقب المباحثات التي جرت بقصر الإليزيه، والتي تلاها توقيع اتفاقية تعاون في مجال التعليم والبحث العلمي بين البلدين.
وذكر الرئيس الفرنسي أن الاستفتاء نُظّم وكانت فرنسا دوما متنبهة جدا قبله وبعده، وأضاف نريد وحدة العراق واستقراره وسلامة أراضيه، ولا بد أن نقيم في الشهور المقبلة حوارا يحترم وحدة العراق وسلامة أراضيه ودولة قوية، وتحت سقف الدستور العراقي يتم احترام حقوق الأكراد.
وبيّن ماكرون أن فرنسا ترغب في أن يسير العراق على درب المصالحة الوطنية، مع وجود حكم يشمل كل العراقيين ويستجيب لتطلعات كل مكونات المجتمع.
وأفاد بأن الخطوة التي أقدم عليها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أدت إلى توتر سياسي، موضحا أن باريس وجهت نداء للحوار والهدوء وضبط النفس، فوحدها المصالحة الوطنية وإعادة البناء والاستقرار عناصر تسمح بتحقيق سلام مستدام.
دعم العراق
كما جدد الرئيس الفرنسي التزامه بدعم العراق بشكل كامل لمواجهة التحديات الأساسية، والالتزام بقوة بإعادة البناء وإرساء الاستقرار وضمان التنمية الاقتصادية، معلنا تقديم قرض بـ430 مليون يورو للعراق.
كما أكد ماكرون أن فرنسا ستعمل حتى النهاية بجانب القوات العراقية في الصفوف الأمامية حتى دحر تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن فرنسا تدخلت في العراق في إطار قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وستواصل عملها حتى النهاية ما دام هذا ضروريا لمساعدة هذا البلد، واصفا محادثاته مع العبادي بالمثمرة لوضع شراكة جديدة.
استفتاء باطل
من جهته، قال العبادي إنّ الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان غير مشروع، مؤكدا رغبة الحكومة الاتحادية في الحفاظ على سيادة العراق في إطار الدستور.
وأكد العبادي احترام كل تطلعات المواطنين العراقيين، بمن فيهم الأكراد، داعيا قوات البشمركة للعمل مع القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها، مبينا أن بغداد لا تريد أي مواجهة مسلحة مع السلطات الكردية العراقية.
وقال "لا نريد مواجهة مسلحة... لا نريد أي عداء أو أي مصادمات، يجب أن تُفرض السلطة الاتحادية، ولا يجوز لأحد أن يعتدي على السلطة الاتحادية في هذه المناطق".
وخلال المؤتمر الصحفي، أعلن العبادي تحرير مدينة الحويجة، وهي مركز آخر منطقة بشمال العراق تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، مبينا أن هذا الأمر "ليس انتصارا للعراقيين فقط، ولكنه انتصار لكل العالم".
يذكر أن زيارة العبادي لفرنسا تأتي تلبية لدعوة من الرئيس ماكرون، بهدف تطوير العلاقات بين البلدين وتوسيعها في المجالات كافة، وفي مقدمتها التعاون ضد الإرهاب الذي يشكل عدوا مشتركا، ودعم القوات العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة.