28.34°القدس
28.1°رام الله
27.19°الخليل
30.69°غزة
28.34° القدس
رام الله28.1°
الخليل27.19°
غزة30.69°
الإثنين 07 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.35

13 عامًا في السجون

المحرر أبو شباب.. غيبته السجون إلا عن الحب

المحرر أبو شباب.. غيبته السجون إلا عن الحب
المحرر أبو شباب.. غيبته السجون إلا عن الحب
رفح - محمد كمال

ثلاثة عشر عامًا قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عاشها بين معاناتها وشدتها وحرمانها وآلام غيابها القسري وبين الصبر والصمود في وجه السجان والتحدي للسلاسل والقيود، أعوام طويلة غيبته عن الحياة، كانت كفيلة بتغيير كل شيء حوله إلا شيئًا واحدًا تعلق به قلبه قبل اعتقاله بعشرة أيام فقط.

لم تغيب غياهب السجون وظلمة الزنازين الأسير أحمد أبو شباب عن قلبه وحبه الذي امتلكه حتى أفرج عنه منتصف الشهر الماضي بعد ثلاثة عشر عامًا، فقد عقد قرانه على خطيبته قبل عشرة أيام فقط من اعتقاله، وظل مرتبطًا بها يخطط معها طوال فترة اعتقاله لحياتهما، وتقابله هي بصبرها وصمودها ليكملا مسيرهما معًا.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير أبو شباب في تاريخ 12 سبتمبر عام 2004م، أثناء مروره على حاجز أبو هولي المتمركز جنوبي قطاع غزة، وحكمت عليه بالسجن 13 عامًا متنقلًا بين زنازينها، بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء لحركة فتح.

معالم تغيرت

خرج الأسير المحرر أحمد عطية أبو شباب (38 عامًا)، من معبر بيت حانون "إيرز" شمالًا إلى مسقط رأسه في مدينة رفح جنوبًا، ليجد أن السنوات التي غيبته غيرت معالم الحياة في القطاع

من شوارع ومرافق وأسواق وجوانب طرقات، كما عبّر خلال حديثه لـ"فلسطين الآن".

وأشار المحرر أن "كل شيء تغير حتى منزله الواقع في حي النصر شمال شرق رفح، وبعد تجولي أيضًا في مدينة رفح التي ترعرعت فيها وجدتها قد تغيرت، ووجدت مسجد العودة وسط المدينة الذي يزف منه معظم شهداء رفح، قد هدم من أجل إعادة بنائه من جديد".

وأوضح أنه حرم من زيارة والدته التي تسكن مصر، وحرم من زيارة والده الذي يسكن في الإمارات، وإن حضر إلى غزة فهو لا يستطيع الزيارة لأنه لا يحمل هوية فلسطينية، مشيرًا إلى أن خطيبته وحدها من كانت تزوره.

كانت فترة الغياب كفيلة بأن تغير كل شيء حول أبو شباب؛ ولكنها لم تغير "الحب" الذي تسلل إلى قلبه قبل أيام من اعتقاله، وظل مرافقا له طوال سنوات سجنه، ليستكمل معه بعد الحرية والإفراج.

بقي الحب

"الحب" هو الشيء الوحيد الذي لم يتغير بالنسبة لأحمد، كان سمير سجنه ووجده أمامه بعد حريته، بل مضاعفًا مع إصرار خطيبته ياسمين أبو شباب على التمسك به رغم سنوات عمره التي غابت في الأسر والسجن.

وواصل المحرر أحمد وخطيبته ياسمين تخطيطهما لمراسم حفل الزفاف، بعد أن شرعا فيه خلال الزيارات المتقطعة التي حظيت بها ياسمين لخطيبها في سجون الاحتلال، والتي حرمها الاحتلال هذا التواصل والزيارة لأكثر من ثماني سنوات.

ونوه أبو شباب أنه كان يبحث مع خطيبته خلال زيارتها في السجن تخطيطهم المستقبلي بعد الحرية وترتيبات حفل الزفاف وشكلها، وقال: " جميع الزيارات كانت من وراء الزجاج وعبر سماعات الهاتف، ولم يسمح الاحتلال لنا بالمصافحة أو الحديث وجهًا لوجه".

وتابع بقوله: " بعد الحكم علي بالسجن، قررت عدم تعليق خطيبتي بي وسجنها معي طيلة تلك الفترة، وعرضت عليها أمر الانفصال لترى حياتها، لكنها رفضت ذلك بشدة، ورفضت مناقشة الأمر".

المحرر الذي قارب عمره على العقد الرابع من حياته، يبدو عليه هيأة شاب في العشرينيات من عمره، وعندما سألناه عن ذلك، فأجاب "إنه الحب".

ومن جانبها قالت مخطوبته ياسمين: "لقد وقعت في حبه ووقع في حبي بمجرد عقد قرانه عليّ، اتخذت قرارًا بأن أصبر معه وأكون بجانبه، وألا أتركه أبدًا حتى لو طالت مدة الغياب".

وأضافت: "وجدت فيه المواصفات التي أريدها، فهو إنسان طيب وخلوق، وكذلك إنني أعشقه لأنه مقاوم، وليس من الممكن التخلي عنه كونه مقاومًا للاحتلال".

وعبرت عن سعادتها البالغة والكبيرة بعودته إلى منزله محررًا بعد سنوات من العذاب والأسر في سجون الاحتلال، قائلة: "ها قد التقيت به من جديد، لنكمل رسم أحلامنا وحياتنا ومستقبلنا".

22196092_1561055373933140_2222140331876980072_n