8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
14.74°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة14.74°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: فلسطنة لندن

تدور عجلة الزمان، ويُداول الله الأيام بين الناس، وتشاء حكمته سبحانه أن يذوق الظالم شيئا من جني يديه في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فبريطانيا التي زرعت الاحتلال السرطاني في فلسطين الذي حول حياة الفلسطينيين الى كوابيس مستمرة لأكثر من 64 عاما، تعيش هذه الأيام حالة من انعدام الأمن الاختياري باستضافتها للألعاب الأولمبية. حواجز تقطع أوصال المدينة، كاميرات مراقبة تعد الأنفاس والخطوات، جنود وأسلحة، وكلاب بوليسية، كلها جعلت البريطانيين يضجون بالاحتجاجات على هذه الكلفة التي يدفعونها من استقرارهم ومن حياتهم ورفاهيتهم. فلحماية الأولمبياد سخرت بريطانيا 24-29 ألف جندي في أكبر عملية عسكرية وأمنية في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية بتكلفة تزيد على 11 بليون في تقديرات غير نهائية، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من اجراءات التقشف وربط الحزام، وتخفيض الانفاق العام، وازدياد البطالة. وفي الفترة الأخيرة زادت الاحتجاجات الشعبية التي أدت الى مزيد من الفوضى للسيطرة عليها، ولتأمين الأولمبياد التي تعتبر تجمعا عالميا سلميا يهدف الى توثيق المعاني الإنسانية النبيلة، وليس منها الحرب والخوف ستحلق الطائرات فوق نهر التايمز على مدى 24 ساعة أثناء الالعاب، وستنشر أنظمة صواريخ أرض-جو لتوفير غطاء جوي، كما سيشارك في فرق الحماية ألف ضابط من وكالة الاستخبارات الأمريكية مع 55 فرقة من الكلاب البوليسية، وستحاط المدينة الأولمبية بـ 11 ميلا من الأسلاك الكهربائية!! ضج الشعب البريطاني من هذه التدابير الأمنية والعدو الافتراضي، مع أن المدة محدودة لا تزيد على 17 يوما، فكيف لو عاشوا 64 عاما في إرهاب مستمر تحت أقسى أشكال العدوان! ومع عدو لا يعرف الرحمة! ولا يستخدم الأسلحة للتخويف أو المراقبة، أو كإجراء وقائي احترازي! بل لابتداء العدوان وفرض السيطرة والتقتيل والتشريد والاقتلاع. يا أحفاد بلفور ما لم تقبلوه لأيام في الرخاء فرضتموه على الفلسطينيين إكراها وإجبارا وشدة مستمرة! فهل سيأتي اليوم الذي تكفر فيه بريطانيا عن جرائمها بحق فلسطين والفلسطينيين، وتساهم في اقتلاع الشوك الذي زرعته؟! أم إن الجرائم بحقنا تسقط بالتقادم؟! العالم لن يشعر بالأمن والسلام الحقيقي ما لم تعشه فلسطين وأهلها. في فلسطين الكثير من الجمال والنبل والانجاز والإنسانية والعظمة، ولكن الدمغة البريطانية على تاريخها جعلتها أيقونة في الخوف؛ فثقافة الخوف في فلسطين صناعة بريطانية بالدرجة الأولى، نقلتها إلى وكيل اسرائيلي أضاف عليها وحشية غير مسبوقة! ورعبا لم يعرفه التاريخ! ولو زال السبب فستعود فلسطين مهد الحضارات والسلام.