20.18°القدس
19.81°رام الله
18.3°الخليل
25.09°غزة
20.18° القدس
رام الله19.81°
الخليل18.3°
غزة25.09°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

بعد شح المياه الصالحة للشرب

خبر: خبراء: غزة ستعطش قريباً!!

صفراء لونها, مالح طعهما, شحيحة كميتها, لا تصلح للشرب..... هذا ما وصفه أبو عادل حين فتح أمامنا صنبور المياه في بيته وسط مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. حال مخيم الشاطئ كحال عدد كبير من المخيمات والمناطق في قطاع غزة, والتي يعيش فيها المواطن ما بين ملوحة المياه وشحها بانتظار فراغ المخزون الجوفي بعد سنوات قريبة, لتصبح غزة بلا مياه, فالمياه السطحية معدومة وممنوعة من الاحتلال, والجوفية لا تكفي لحاجة المواطنين في قطاع غزة, ولا تسطيع مياه الأمطار تعويضها هكذا قال الخبراء!. أما في المخيم الغربي في مدينة خانيونس يشتكى الناس في منطقة السد العالي من الانقطاع المتكرر للمياه اللازمة للبيوت, فـأبو أحمد يقول " منذ 3 أيام لم تصلنا مياه, وقمنا بشراء مياه التحلية لتعبئة "خزانات البيوت"، وتساءل "لماذا يتم ضخ آلاف اللترات من المياه في مناطق كـ"أصداء" والاستراحات على البحر, وبعض المناطق الأخرى في الوقت الذي لا نرى فيه المياه في بيوتنا". [title] أساس المشكلة [/title] يقول مدير عام سلطة المياه في قطاع غزة م. محمد أحمد أن الاحتلال الصهيوني منذ 1967 حتى 2005, تعمَّد استنزاف المياه الجوفية وزراعة المحررات في قطاع غزة بمحاصيل زراعية كالورود والفواكه والخضروات والتي تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية ومن ثم تصدير هذه المنتجات لأوروبا حسب المواصفات العالمية. هذا الاستنزاف حسب أحمد أدى لزيادة نسبة الملوحة في المياه الجوفية, حيث أصبح العجز 80 مليون لتر مكعب في هذه الأيام, بينما كان العجز قبل 12عام 40 مليون لتر مكعب. ويضيف أحمد أن وادي غزة كان في الثمانينات مليء بالمياه القادمة من جبال الخليل, لدرجة أنه يقطع الطريق بين شمال القطاع وجنوبه, واليوم الاحتلال يصنع المصائد المائية , والسدود على الخط الفاصل في الأراضي المحتلة. [title]طبيعة جغرافية في صالحنا ولكن؟[/title] بحسب الطبيعة الجغرافية لأرض فلسطين فإن السطح ينحدر من الشرق إلى الغرب, وهذا يفسر سيل المياه بكميات كبيرة من جبال الخليل باتجاه قطاع غزة, ولكن أين تذهب المياه؟ في إطار تحقيقنا تحدثنا مع رئيس سلطة جودة البيئة والخبير في الجغرافيا السياسية د. يوسف إبراهيم فقال: "الاحتلال خلال فترة احتلاله لقطاع غزة كان يسرق المياه عبر شركة "ماكروت" الصهيونية, للاستفادة منها في تعمير منطقة النقب المحتل الصحراوية, أو يعيد تحليتها ويبيعنا إياها بسعر مرتفع جداً". ويتابع إبراهيم" بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة وعدم قدرتهم على استخدام الحيز الجغرافي, عمل ما يعرف بالمصائد المائية على طول الحدود الشرقية مع القطاع, حيث حفر حوالي 27 بئر بأعماق كبيرة جداً, وبعدها يقوم بالتقاط المياه المنحدرة من الشرق للغرب, وعمل عدة جسور على وادي غزة لسرقته. [title]غزة ستعطش قريبا؟[/title] من جانبهم حذر العديد من خبراء الجغرافيا السياسية, وتطوير موارد المياه في قطاع غزة, من أزمة مياه قريباً حيث يتم سحب ما يقارب 160 مليون لتر مكعب من المياه سنوياً, ويتم تعويض حوالي 70 مليون لتر مكعب للخزان الجوفي حيث العجز أكثر من 50%. ويضيف الخبراء, في ظل انعدام المياه السطحية وسرقتها من الاحتلال, ونقص التعويض في المياه الجوفية , إضافة إلى ضعف كبير في محطات التحلية حيث لا توجد إلا محطة واحدة ووحيدة لتحلية مياه البحر وثلاث محطات صغيرة وقديمة لمعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها, فإن غزة فعلاً على أبواب أزمة مياه حقيقية. [title]تلوث كبير للمياه[/title] أما رئيس قسم مراقبة المياه بوزارة الصحة أ. خالد الطيبي يقول "إن الفحص الكيميائي للمياه البلدية أثبت أن درجة التلوث في مياه قطاع غزة تصل إلى 90%, من عدم مطابقة المواصفات الكيميائية". وتكون الأملاح زائدة عن الحد المسموح فيه, لدرجة لا يقبلها المواطن, وبالنسبة للنترات هناك زيادة واضحة تعمل مشاكل مستقبلية لدى الأطفال الأقل من عام, واحتمالات واردة للإصابة بمرض "الزُرْقَةَ". تصل نسبة البكتيريا الموجودة في المياه إلى 10% نتيجة كثرة انقطاع المياه, وبقاء الشبكات بدون مياه, والسداد الحاصل في الشبكات, ثم بعض الاستخدام والتركيب الخاطئ من قبل المواطنين في المنازل. ويشير الطيبي إلا أن عملية الكلورة دائمة ومستمرة, وعملية الرقابة والتفتيش تثبت أن العملية تسير بالشكل المطلوب, والمواطنون يعتمدون على المياه المحلاة من المصلحة أو الشركات الخاصة لأنها تكون نقية ومعدَّة للشرب. تشالز دسلفا ممثل منظمات العمل الأهلي في غزة أكد أن 98% من مياه غزة لا تصلح للشرب أبداً, وأن غزة تحتاج فوراً لمحطات معالجة للمياه. [title]محطات قليلة واستهلاك كبير!!![/title] "عشرات المشاريع تم إيقافها بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة, آخرها محطة المعالجة المدعومة من بنك الإنماء الألماني في المنطقة الوسطى". وكان هناك خطة شاملة تشمل تنفيذ مشاريع إستراتيجية, مثل إنشاء ثلاث محطات تحلية لمياه البحر, بقدرات إنتاجية تفوق 50 مليون متر مكعب حتى 100 مليون لتر مكعب, لمعادلة كمية العجز, ولكن المشاريع أوقفت. فيما يوجد في قطاع غزة ثلاث محطات معالجة لمياه الصرف الصحي والمياه العادمة, واحدة في شمال القطاع, والثانية في مدينة غزة, والثالثة في مدينة رفح, وواحدة صغيرة جداً في مدينة خانيونس نتيجة لعدم ارتباطها بالصرف الصحي, والمحطات جميعها قديمة, وتضر بالخزان الجوفي, ولا تستطيع معالجة المياه القادمة. هناك محطة تحلية واحدة ووحيدة أنشأتها الحكومة النمساوية في عام 2002, بقدرة تصل ل600 لتر مكعب يومياً, وهي لا تعمل بالطاقة الكلية نتيجة لضعفها.