13.9°القدس
13.1°رام الله
12.75°الخليل
17.45°غزة
13.9° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.75°
غزة17.45°
الأحد 29 ديسمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.69

بعد 4 عقود..

دلال المغربي.. ما تزال ملاحقة إسرائيليًا

بعد 4 عقود على استشهادها
بعد 4 عقود على استشهادها
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

بعد شهرين على إثارة بلبلة كبيرة حول وقف النرويج دعمها لمركز ثقافي يحل اسم الشهيدة دلال المغربي في قرية "برقة" شمال نابلس، جاء الدور على بلجيكا، التي أعلنت أنها أوقفت تقديمها الدعم لمدرسة دلال المغربي الأساسية المختلطة في بلدة بيت عوا بالخليل، ومدارس اخرى تتبع وزارة التربية والتعليم.

موقف إدارة المدرسة ومن ورائها وزارة التربية والتعليم كان حاسما، برفض استبدال الاسم، تحت أي ظرف كان.

تقول مديرة المدرسة بدرية السويطي: "المدرسة قائمة منذ خمس سنوات، وهي مدرسة أساسية مختلطة تضم الصفوف من الأول وحتى التاسع الأساسي".

وعلّقت على الاجراء الذي أعلنت عنه الحكومة البلجيكية، بالقول: "هم أحرار بمالهم أين يصرفوه؟، ونحن كفلسطينيين أحرار بمسمياتنا. إن كان الشعب البلجيكي صديق للشعب الفلسطيني والدول المانحة تريد أن تقدم دعما لنا وللسلطة الوطنية، وتريد تقديم الدعم لبناء مدارس ومشاريع تعليمية، فالأصل أن لا تصادر حقنا في تسمية مدارسنا شوارعنا وما يحق لنا التصرف فيه".

وأضافت المديرة إن "أوقفوا الدعم، نحن مستعدون لإعداد حملة في البلدة والوطن من أجل شراء اسم دلال"، مشيرة إلى أن "الاسم أطلق على المدرسة من أول يوم تأسست فيه، فكانت وزارة التربية والتعليم تريد اطلاق اسم بنات بيت عوا الأساسية وهناك مدرسة أخرى في البلدة بالاسم ذاته، فلا يجوز أن تحمل المدرستين الاسم نفسه، فطلبنا منهم أن نقرر اسم مدرستنا، وبعد اجتماع مع الطالبات والهيئة التدريسية ارتأنيا اطلاق اسم دلال المغربي، وجاءت الموافقة من الوزارة".

لن نتخلى عن دلال

ومنذ ذلك اليوم وأذهان الطالبات وأولياء أمورهم تحمل هذا الاسم، ومعاملات المدرسة الالكترونية والورقية كلها تحمل ختم دلال المغربي.

وحول تصرّف بلجيكا، تقول السويطي: "اعتقد ان الموضوع سياسي، وأن اسرائيل تضغط عليهم، لأن الشعوب المانحة والصديقة التي تدعم الشعب الفلسطيني ترفض هكذا تصرفات، لذلك اتصور أن عليهم ضغطا من الاحتلال، بالتالي قرروا وقف الدعم لمدرسة دلال ولمشاريع تابعة لوزارة التربية والتعليم".

وأكدت أن تغير الاسم يعتبر مأساة وتدخل غير مقبول، إذ أن اسم دلال هو رمز وطني فلسطيني، ودائما نقول عن كل فتاة وامرأة فلسطينية "أخوات دلال" وبكل هذه البساطة يريدون إلغاء الاسم واقتلاع جذورنا!".

مشاريع عدة

من جانبه، قال رئيس بلدية بيت عوا، عبد الله السويطي إن "حكومة بلجيكا أوقفت تمويل 25 مدرسة على مستوى الوطن بسبب اسم دلال المغربي، وهذا اجراء مرفوض تماما.. تحدثت إلى ممثل الاتحاد الاوروبي، الذي تصادف وجوده في البلدية، أخبرته بشكل واضح أننا نرفض أي تعامل بهذه الطريقة، بأن تحددوا الأجندة التي نعمل عليها!! الشعب الفلسطيني الذي له تاريخ يكتبه بنفسه، لا تفرض عليه كتابة التاريخ، ودلال المغربي بالنسبة  للاحتلال هي ارهابية، ولنا هي رمز وطني".

وكشف رئيس البلدية، عن اطلاقهم حملة "شراء اسم دلال"، وبناء على ذلك بدأت القرى وبشكل عشوائي العمل ليبقى اسم دلال"، مضيفًا، "الوزارة توجهت للحكومة البلجيكية بالحديث أن ما تقومون به فيه يعد إهانة للكرامة الفلسطينية".

وخاطب ممثل الاتحاد الاوروبي بالقول: "هذا تدخل سافر من إسرائيل بكم، إما أن تكونوا دولة مستقلة تتحكم بقراراتها وكيفية تعاملها مع الشعب الفلسطيني، أو أن تكونوا تابعين لإسرائيل، التي تطلق على كل شوارعها واحياءها التي بالأصل هي لنا ومؤسساتها اسماء مجرمي حرب وقتلة، وكلهم مطلوبين للمحاكم الدولية، بينما نحن لا مناضل لدينا مطلوب لأي محكمة جنائية أو دولية، لأن النضال الوطني مشروع، وهناك قرارات دولية تسمح لنا أن نناضل  ضد الاحتلال".

مركز برقة

ومن أقصى الجنوب، إلى الشمال.. وتحديدا لقرية برقة شمال نابلس.. هناك تعرضت البلدة لعملية ابتزاز لتغيير اسم المركز الثقافي المعروف بمركز دلال المغربي واستبداله بأخر، بعد تهديد النرويج بوقف مساعداتها له.

"لن يغلق مركز الشهيدة دلال المغربي ولن يتم تغيير اسمه مهما كانت التحديات"، هذا ما أكدت عليه إدارة المركز التي تعمل كخلية نحل على مدار الساعة لمحاولة تجنيد الدعم المحلي لضمان استمرار العمل التطوعي والترفيهي لأبناء قرية برقة قضاء نابلس.

ووفقا لإدارة المركز فإن النرويج طالبت بإزالة اسمها عن مشروع دعم المركز واسترداد التمويل الذي قامت بدفعه لصالح تطويره، ثم أعقب ذلك رفض الأمم المتحدة دعم المركز.

لن نتراجع

وقالت مديرة المركز ريم حجة "من المستحيل أن نغير الاسم ولن ينزل اسم دلال المغربي عن المركز لأننا نعتز ونفتخر بها ولن نتنازل عنها"، مردفة "ليأتوا ويأخذوا الأغراض التي اشتريناها بأموالهم".

وفي بيان صدر عن إدارته، جاء فيه "مره أخرى يطل علينا الاحتلال الاسرائيلي مستهدفا مؤسساتنا الوطنية وعملها المدني والاجتماعي التطوعي لتكون ماده للتحريض والتزوير والافتراء على شعبنا ومؤسساته، واستغلال ذلك في دعاية سياسية رخيصة من أجل تحريض حلفائنا علينا".

وأوضح البيان أن الحملة الاعلامية والدبلوماسية الشرسة التي شنتها حكومة الاحتلال ضد مركز الشهيدة دلال المغربي الذي يديره المجلس القروي في برقة والمجموعات الشبابية في القرية، والذي تم تأسيسه لدعم عمل النساء من أعضاء المجلس والقيام بأنشطة من شأنها تعزيز المشاركة المجتمعية والديمقراطية للمرأة والشباب.. تُواجه بالتحريض والتشويه من حكومة الاحتلال على أعلى مستوياتها وليصل التحريض حد ممارسة الضغوط على حكومة النرويج والأمين العام للأمم المتحدة لوقف الدعم عن المركز والمطالبة بإرجاع الأموال التي تم دفعها لتأثيثه".

وأبدى البيان استغراب المواطنين والمجلس القروي في قرية برقة لانجرار حكومة النرويج ومكتب الأمين العام وراء الصلف الإسرائيلي والانحياز للدعاية الإسرائيلية دون الاتصال بنا أو الاستفسار عن اسم المركز وأنشطته وما يقدمه للنساء والشباب والأطفال في القرية.

وكان مركز "دلال المغربي" أقيم قبل 8 أشهر، وتم افتتاحه قبل شهرين فقط، وهو مركز شبابي مجتمعي، أقيم بالتعاون ما بين المجلس، وطاقم شؤون المرأة، ولجنة الانتخابات المركزية، لإعداد مبادرات، لتمكين وتشجيع النساء، ليصبحن فاعلات في مجتمعهن، ولينخرطن بالعمل المجتمعي، بالإضافة إلى دعم عضوات المجالس القروية، والبلدية.

الدانمارك أيضا

وسبق أن نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية قبل نحو شهرين أن وزير الخارجية الدنماركي ، "أندرياس سمويلسون"، أصدر تعليمات بإجراء دراسة شاملة للتبرعات التي تقدم لجمعيات ومنظمات غير حكومية في السلطة الفلسطينية.

وافادت الصحيفة أن قرار وزارة الخارجية الدنماركية جاء في أعقاب ضغوط إسرائيلية مؤكدة ان الدنمارك بدأت بتلك الدراسة الأسبوع الماضي.

وأشارت إلى أن "سمويلسون" قد زار "إسرائيل" في مايو الماضي، واجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقدم  نتنياهو لوزير الخارجية الدنماركية قائمة بأسماء منظمات فلسطينية تحصل على تمويل من الدانمارك، وزعم أنها تشارك في فعاليات حركة المقاطعة "BDS" مطالبا الوزير بوقف التمويل الدانماركي للمنظمات والجمعيات الفلسطينية بداعي أنها "تحرض ضد إسرائيل".

يذكر أن الشهيدة دلال المغربي قادت خلية فلسطينية لتنفيذ عملية فدائية في "تل أبيب" عام 1978، وأسفرت عن مقتل 35 إسرائيليا.

450