من المعروف أنّ لدى الأطفال احتياجات وطلبات على الأبوين تلبيتها قدر المستطاع، ولكن ماذا لو كان الطفل من النوع اللحوح والمُصّر - بعناد- على بعض الطلبات.
هذه المشكلة الحقيقية غالباً ما تواجه الأمهات، خاصة عند طلب الطفل شراء الألعاب "على سبيل المثال" في كل مرة تقوم فيها والدته بالتسوق، فيزداد لديه معدل البكاء في تلك اللحظة بشكل متواصل حتى يحصل على مايريد، وهنا ينقسم في الغالب الآباء والأمهات إلى صنفين أحدهم يقوم بمعاقبة الطفل وتعنيفه ما يؤثر على شخصيته سلباً في المستقبل، أو أنّ يذعنوا له حتى يرتاحوا من الإلحاح ، وكلا الأسلوبين خاطئين.
سيدتي التقت بـ المستشارة الأسرية والتربوية الدكتورة ناديه نصير، لتخبرنا عن كيفية التعامل مع "عناد الأطفال" في هذه الحالات:
بينت نصير أن الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة -من ثلاثة إلي سبعة سنوات - غالباً يكونوا كثيري البكاء إذا لم تُلبى طلباتهم، وقالت "هذه احد خصائص النمو في تلك المرحلة العمرية وهي أمر طبيعي، لذا فهي ليست بالمشكلة الكبيرة التي تستلزم قلق الأهل تجاهها، إلا أنّه من المهم معرفة كيفية التعامل معها ، لذا ينبغي عليهم إتباع النقاط التالية للتخلص من هذه المشكلة":
١- علي الأم والمربين أنّ يتعرفوا ويتفهموا خصائص النمو لهذه الفترة العمرية بالاطلاع والقراءة عنها وتطبيق الطرق التربوية الملائمة لها.
٢- مهم جداً أن تعرف الأمهات ما هو سبب العناد وإصرار الطفل علي تحقيق رغباته سواء في الحصول على غرض معين أو الذهاب إلي مكان معين وذلك من خلال إجراء الحديث مع الطفل بشرط أن يكف عن البكاء لكي تستمع له بدون مقاطعة منها.
٣- التربية من خلال تطبيق مبدأ المكافأة، بمعني إذا قام بتعديل سلوكه والكف عن الزن على طلباته سوف يُلبى له طلب منها أو طلبان، ومع مرور الوقت سوف يكتسب الطفل الصبر ويقلص من طرح طلباته من خلال البكاء والإصرار,
٤- تعرف الأم علي أصدقاء الطفل وأولياء أمورهم يعطيها فكرة كبيرة جداً عن أحوالهم المادية وطريقة تربيتهم، فربما تكون بيئة أصدقاء الطفل تجعلهم يحصلون على كل ما يريدون فيتفاخرون أمام بعضهم البعض ويشعرون بالغيرة الشديدة من بعضهم، والطفل يحاول تقليدهم.
٥- ليس هناك عيب في أن توضح الأم لطفلها أن كل أسرة لها طريقة في التربية وأنّ عدم تلبية رغباته ليست عن ضعف مادي إنّما هي أسلوب في الحياة وقوانين تربوية تضعها كل أسرة حسب منظورها وإن كانت غير صحيحة حتى لا يظن الطفل أن عائلته مقصرة معه.
٦- التواصل مع المدرسة لمعرفة سلوك الطفل في المدرسة مع الأصدقاء والمعلمين لأن المتابعة المستمرة تشعر الطفل بأهميته في أسرته، وقد ينشأ العناد والإصرار في هذه المرحلة لشعور الطفل بالإهمال.