26.12°القدس
25.88°رام الله
24.97°الخليل
23.22°غزة
26.12° القدس
رام الله25.88°
الخليل24.97°
غزة23.22°
الإثنين 21 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

فقد بصره بعد عام على اعتقاله

الأسير محمد دويكات.. أحدث ضحايا الإهمال الطبي بسجون الاحتلال

1414
1414
نابلس - مراسلنا

ليس أمرا سهلا على الإطلاق أن يتنازل الإنسان عن حريته، فهي أغلى ما يملك. لكن ما أجبر الشيخ مازن دويكات من سكان بلاطة البلد شرق نابلس لفعل ذلك كان أمرا صعبا ومرا للغاية.. فقد قايض نفسه وحريته بمقابل أن تسمح سلطات الاحتلال بعلاج نجله محمد الذي فقد بصره قبل أسبوعين، جراء الإهمال الطبي في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

فالشيخ مازن دويكات وهو رجل الإصلاح المعروف على مستوى فلسطين وليس نابلس وحدها، عرض استبدال نجله محمد بنفسه، ليتمكن من الحصول على العلاج المناسب قبل فوات الأوان.

ومنذ اعتقاله قبل نحو عام، وتحديدا في تاريخ 6/12/2016، يقبع الأسير محمد -30 عاما- في سجن "جلبوع"، وكان قد نقل إلى مستشفى العفولة في الثامن من الشهر الجاري بضغط من الأسرى بعد فقدانه للبصر.

وقد زاره المحامي وأبلغ العائلة أن بصر محمد ضعيف جدًا، وأن هناك تشويشا على  الرؤية، وقد زودهم بالتقارير الطبية التي تشرح حالته الصحية.

الفايروس والإهمال

وفي حديث مع مراسل "فلسطين الآن" الذي التقاه بعد الوقفة التضامنية مع نجله محمد التي نظمت أمام ديوان عشيرة الدويكات في بلاطة البلد- قال "بعد الفحوصات، خلص الطبيب إلى استنتاج بأن هناك فايروسا أصاب عيني محمد بسبب الإهمال داخل السجون، وأدى إلى التهاب حاد في الشبكية".

وببعض الأمل يتابع قائلا "حالة ابني حرجة وصعبة، لكن إمكانية الشفاء واردة، بشرط الإسراع في العلاج، ومن أجل أعلنت أنني مستعد لدخول السجن كرهينة حتى يتلقى محمد العلاج المناسب.. أنا كأب مستعد أن أضحي بعمري من أجل أبنائي.. فلا تستغربوا ما قمت به".

وكانت والدة محمد زارته أواخر الشهر الماضي، ولاحظت على وجهه علامات الإرهاق، وبدت عيناه حمراوين.. وهو ما حال دون حضوره جلسة المحكمة التي عقدت له في التاسع من الشهر الجاري، ولاحقا أبلغهم الصليب الأحمر بإلغاء زيارته بشكل مفاجئ.

وعن حالته قبل الاعتقال، يقول الوالد "كان بصحة ممتازة، وهو لاعب رياضي.. ولم يكن يعاني من أية مشاكل في عينيه قبل اعتقاله".

وأنهى محمد الثانوية الصناعية بتخصص الاتصالات، وحصل على دبلوم من كلية هشام حجاوي، ثم عمل فنياً بأبراج الوطنية موبايل، قبل أن ينتقل للعمل بأحد المحلات التجارية.

أسبوعان فقط

وقبل أسبوعين فقط من اعتقاله، عقد محمد قرانه على الفتاة آلاء عصيدة من بلدة تل  غربي نابلس، وخططا معا لبيت الزوجية، لكنه سرعان ما غيبته زنازين الاحتلال.

تقول عصيدة (20 عاما) التي تدرس العلاقات العامة في جامعة النجاح وفي سنتها الثالثة، إنها صدمت من الخبر الذي وصلها يوم الخميس ما قبل الفائت، حين علمت بأن محمد فقد بصره بعد إصابته بفيروس في عينيه، مضيفة "كان لمحمد زيارة في 14 الشهر الحالي لكنها ألغيت وكانت له محكمة أيضاً، ولم يحضرها هو أو محاميه، وهذا ما أقلقنا، وبعد حديثنا للمحامي علمنا أنه كان في المستشفى لعشرة أيام، وعند إعادته إلى سجن جلبوع كان فاقدا لبصره".

وبحسب المعلومات تشير عصيدة إلى أن "محمد بعدما شعر بآلام في عينيه طلب أن يذهب إلى العيادة، وهناك لم يقم الطبيب الإسرائيلي بأي فحص له، بل اكتفى بإعطائه قطرة للعين، وبسببها ساءت حالته وتضاعف مرضه، حيث أحدثت له ماء بين الشبكية والقرنية".

وتتابع: "بعد أن ساءت حالة محمد، طلب زملاءه في الأسر من مصلحة السجون نقله لمستشفى العفولة، وبقي عشرة أيام دون جدوى ثم أعادوه إلى سجن جلبوع".

وتؤكد أن محمد موقوف لم يوجه له أي تهمة، ومن المحتمل أن تعقد له جلسة في آخر الشهر.

تدخلات ضعيفة

وكون الشيخ مازن دويكات من رجالات الإصلاح على مستوى الضفة الغربية، فقد تواصل مع عدد من قيادات السلطة في رام الله، ومنهم الحاج إسماعيل جبر في مكتب الرئيس، ومع رئيس هيئة الأسرى عيسى قراقع، الذي وعده بتشكيل طاقم محامين ومحاولة إدخال طبيب، ولم يتصل به أحد حتى اليوم.

وحظيت حالة محمد بتعاطف شعبي كبير، فقد نظم المئات في مدينة نابلس بعد صلاة الجمعة وقفة تضامنية، للمطالبة بعلاجه، أسوة بمئات الأسرى في سجون الاحتلال.

دعم شعبي

وأكد نائب رئيس الوزراء الأسبق ناصر الدين الشاعر أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عما جرى للأسير دويكات، وما قد يجري له إذا لم يحصل على العلاج المناسب.

ودعا الشاعر جميع المؤسسات الوطنية والإنسانية والدولية إلى التحرك العاجل لضمان حصول الأسير على العلاج، مؤكدا أن هذا حق طبيعي وإنساني تكفله كافة القوانين والمواثيق الدولية.

أما عضو المجلس الثوري لحركة فتح طلال دويكات، فقال إن ما جرى للأسير دويكات ليس غريبا على الاحتلال الذي يتعامل مع الأسرى وحقوقهم بصلف، لافتا إلى وجود العديد من الحالات المرضية في السجون، ومنها حالات خطيرة مصابة بالسرطان، وأمراض القلب والشرايين والبصر.

ودعا دويكات إلى ممارسة ضغط شعبي ومن المؤسسات الرسمية والحقوقية والإنسانية، للإفراج عن دويكات وحصوله على العلاج، مؤكدا أن الإفراج عن دويكات وكل الأسرى المرضى ليس منة من الاحتلال، بل هو حق لهم.

بدوره، قال نصر أبو جيش في كلمة لجنة التنسيق الفصائلي إن هذه الجريمة ليست بجديدة بحق الشعب الفلسطيني، وأن على الهيئات والمؤسسات الإنسانية التدخل العاجل لإنقاذ الأسير دويكات.