أفادت الكاتبة السورية سمر يزبك، أن شاباً من الذين استشهدوا في الأيام الأولى للثورة في مدينة درعا، وضعوه في البرّاد "ثلاجة الموتى"، وهو حي، ولما أخرجوا جثته، وجدوه قد كتب بدمه: "وضعوني هنا وأنا حيّ، سلامي لأمي. وبحسب إفادات وتقارير على شبكة الإنترنت؛ فإن هذه الحادثة وقعت في مدينة درعا، مهد الانتفاضة السورية التي انطلقت في منتصف مارس الماضي، وذلك عندما اقتحم أهالي درعا المشفى الحكومي، واستخرجوا جثث الشهداء؛ حيث صُعقوا عندما شاهدوا في إحدى ثلاجات الموتى شاب في العشرينيات من عمره وقد كتب بدمه في الثلاجة: "وضعوني هنا وأنا حيّ، سلامي لأمي". وتقول الكاتب السورية، وهي تنتمي إلى الطائقة العلوية التي ينتمي إليها رئيس البلاد بشار الأسد وعائلته، تعليقا على هذه الحادثة: "مرت الأيام ومشهد نزيف دم "الشاب الحي" انتقل من درعا إلى أرياف دمشق وحواضرها وإلى مدن سوريا بكاملها.. رصاصٌ قتل الخوف، ولم يقتل الثورة". وخاطبت الكاتبة في كلمة لها على الفيسبوك، أبناء طائفتها بالقول: "أعرف كم سيغضبكم هذا الحديث، أعرف أنكم تبرأتم مني، الآن لم يعد هناك من مجال للوقوف بشكل حيادي تجاه ما يفعله النظام المستبد بكم، قراكم الفقيرة، ورجالكم الذين تحولوا إلى مرتزقة، ومثقفوكم الذي قضوا عمراً في سجون النظام، النظام المتمثل بعائلة طاغية تجعل منكم درعاً بشرياً لها، وتستمر في جبروتها وطغيانها، وتحرفكم عن مسار الحق الذي طالما سعيتم في الأرض، وتشردتم وذقتم عذابات لا هول لها من أجله". وتضيف الكاتبة: "زوال العائلة المجرمة الحاكمة لا يعني زوالاً للطائفة. الطائفة أبقى، وأعز، يذهبون وتعيشون بين إخوتكم، لهم ما لكم، ولكم ما لهم".