15.57°القدس
15.33°رام الله
14.42°الخليل
17.84°غزة
15.57° القدس
رام الله15.33°
الخليل14.42°
غزة17.84°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: مرسي بين قلمين

(مرسي) يدعم القضية الفلسطينية، ويدعم المصالحة الفلسطينية. مصر بحكومتها ومؤسساتها تقف مع الشعب الفلسطيني حتى يحصل على حقوقه المشروعة. إن قيمة ما يقوله مرسي يأتي من أنه يعلن عن موقفه كأول رئيس مدني للجمهورية الثانية أمام أركان الدولة الجديدة وأركان الثورة التي جاءت به رئيسًا. التحية تبدو كبيرة بالزمان،وبالمكان وبالمشهد. أن يقول مرسي هذا أمام قادة المجلس العسكري في يوم تسلم السلطة، وأن يقوله أمام أعضاء مجلس الشعب والشورى، وأمام ممثلي الثورة في ميدان التحرير، فهذا شيء كبير ويلفت نظر المراقبين. (مرسي) الذي أعلن التزامه، والتزام مصر بالمعاهدات الدولية التي أبرمتها مصر سابقًا مع غيرها من الدول، أعطى إشارات مطمئنة لمن يسأل عن مصير اتفاقية كامب ديفيد، وقد تناول هذه الإشارة قلمان، قلم يقول: إن مرسي رجل دولة يعرف أصول العلاقات الخارجية، وهو لا يستطيع أن يتصرف على نحو مغاير في بدايات تحمله لمسئولية الحكم في مصر. وقلم ينتقد مرسي، ويرى في الإخوان براجماتية الحكام السابقين وانتهازيتهم، وما كانوا يعترضون عليه وهم في المعارضة يقبلونه اليوم بسرعة وهم في الحكم، الأمر الذي يدل على فشل في السياسة، وفشل في المبادئ. واعتقد أن هذا القلم متسرع فيما يقوله أوكاره لمن يقال فيه. ومن ثمة ندعوه وغيره إلى التريث والحكم على الأعمال لا على الأقوال. في الإعلام خبر يفي أن محمد مرسي رفض استقبال مهاتفة تهنئة بالمنصب من نتنياهو، وهو خبر يدل على موقف. ونحن نعلم أن الموقف السياسي للإخوان من ناحية، وللأغلبية الغالبة من شعب مصر تقوم على رفض الاتفاقية ورفض التطبيع، وأحسب أن تغيرات جذرية يمكن أن تطرأ على الموقف الرسمي لمصر في عهد جمهوريتها الثانية، وهو موقف يحظى بتأييد شعبي واسع. إن المسافة الفاصلة بين مصر الثورة، ولا أقول مصر مرسي، لأن مرسي ليس إلا جزءًا من مصر الثورة، وبين (إسرائيل) هي مسافة كبيرة، وليست كالمسافة التي كانت في عهد مبارك، إذ لم تعد السياسة الخارجية لمصر في عهد الثورة هي السياسة الخارجية لمصر في عهد مبارك، بعد أن صرح مرسي أن السياسة الخارجية لمصر اليوم تقوم على أسس جديدة،وعلى رأسها حفظ الكرامة المصرية، والطلاق البائن مع التبعية للدولة الأكبر. (إسرائيل) لم تعد التذكرة التي تمر بها مصر إلى واشنطن، لقد تم استبدال هذه التذكرة البائسة بالكرامة والعزة المصرية التي تفتح أبواب العالم أمام مصر على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة، ولم يعد لمصر مصالح متبادلة مع الاحتلال الإسرائيلي، ويكفي أن القضاء المصري قد حكم على من باع غاز مصر وكرامة مصر لـ(إسرائيل) بالسجن خمسة عشر عامًا. ليس مرسي الذي يقرر، بل الثورة هي التي تقرر، لذا نشعر بأننا اليوم أمام رجل دولة يقود مصر بأولويات مصرية، دون النظر في إغراءات المنح المالية، التي ستكون في الأيام القادمة جزءًا من الماضي، وحتى تصل مصر الثورة إلى ما تريد فإنها في حاجة لحكمة مرسي، وإلى ثورة الميدان لضبط الإيقاع.