غزّة في ثناياها العَتيقة، وفي زقاقها الذي يتحدث عن عراقة الماضي موصولا بالحاضر تأخذك قدماك إلى مطعم خلّد تاريخ الجدّات بعشقهنّ للفارس العثماني ليُطلق عليه "بيت ستّي" والذي يَعود إنشاؤه لما قبل 430 عاما ، ليُحوّله مالكوه إلى مطعم أثري مُحتفظين بكلّ معالمه القديمة ورائحة تاريخه العريق.
تلكَ الرائحة العثمانيّة الجذابة تدعك تنسجم بتفاصيله المَحفورة بالأصالة تنتشلك من عالمك لتسافر عبر أقواسها المزخرفة وجدرانها المٌكتظة بالحكايا العُثمانية وجرسُ تقرعه بيداك وكآنك في العهد الجميل.
ولا تكاد تستيقظ من جمال عهدك ليستقبلك العاملون بزي تُراثي جميل كل قطعة منه يُشكّل في مُخيلتك عالما خاصا كما السروال والقايش المُخيط من ألوان الكُوفية ليمتزج التاريخ العثماني والفلسطيني بصورة جمالية أخاذة ، لتجد بين يديكَ قطعة جلد قد لفّت بخيط خيش تخالها للحظة رسالة تٌركت لك من الزمن الجميل لتكتشف أنها قائمة بالمأكولات والمشروبات التي يقوم المطعم بتقديمها لزبائنه.
وككل شيء جميل فيه، فإن سحر المَطعم لم يترك محبّي القَهوة دُون أن يُميّز حٌضورهم بركوة قهوة معدَّة على الرّمل الساخن ، مُقدّما بفنجان فخّاري يليق بمن تغنّى بهم الشّعر والشعراء ليترك أثرا طيّبا في نفوس زائريه.
كلّ ذلك وقد يزيد جَعل له روّادا من كلّ الأطياف والأعمار ، ليَكون المَطعم حكاية يتناقله الكثيرون ويتجاذب إليه النّاس كحلقة من التّغيير واستئصال الحداثة واستنشاق ماضِ تاقت إليه الرّوح.