"أنا ابن الانتفاضة، أنا اسمي جمال مصلح، سوف أكون شهيد عند الله، يا رب انصر غزة" بهذه الكلمات ختم الشهيد جمال محمد مصلح منشوراته على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
عاش الشهيد جمال مصلح طفولته وصباه وشبابه في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، في أسرة فلسطينية نخر الفقر في كل مقومات حياتها، غير أن بوصلة جمال برغم الوضع المادي السيء الذي تعيشه أسرته ظلت موجهة نحو القدس.
أقسم بالشهادة فنالها
صلى جمال صلاة فجر يوم الجمعة 29/12/2017 جماعة في المسجد المجاور لمنزله، ثم أدى صلاة الجمعة جماعة أيضا في المسجد، وجلس بعدها قليلا من عائلته، ثم أقسم على الله لوالدته أن يكون شهيد الجمعة، وتوجه مسرعا كما اعتاد كل جمعة للمواجهة مع قوات الاحتلال على الخط الفاصل شرق مخيم البريج.
فور وصول جمال لمنطقة المواجهات شرق البريج، صلى العصر جماعة مع عدد من الشباب المنتفض بوجه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي أعلن فيه القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، ثم انطلق الشباب مدافعين عن قدسهم بما استطاعوا من حجارة يرشقونها على جنود الاحتلال.
لم تمضي ربع ساعة على وصول جمال لمنطقة المواجهات حتى أصيب بطلق ناري في صدره، أودت الشاب جمال (22 عاما) مصابا في غرفة العناية المكثفة بمستشفى شهداء الأقصى، حيث أعلنت الطواقم الطبية استشهاده فجر السبت 30/12/2017، ليحقق بذلك أمنيته التي أقسم على الله بها، مدافعا عن القدس فلسطينية عربية إسلامية.
اللقاء الأخير
علقت والدة الشهيد جمال مصلح على استشهاد نجلها بقولها :"هنيئا لجمال الشهادة، جهز نفسه من أسبوع ليكون شهيدا، ونشر على الفيس بوك أنه راح يكون بجمعة الغضب أول شهيد، صلى الفجر جماعة في المسجد، وصلى الجمعة، وخرج مسرعا نحو المواجهات، وصلى العصر جماعة في المواجهات، واستشهد بعد أقل من ربع ساعة من وصوله".
وتابعت والدة شهيد القدس :"استشهد ابني متوضئاً مصلياً، بيوم الجمعة، شرف عظيم أن ابني استشهد في سبيل القدس التي تخلى عنها الجميع، نحن بخير، طالما هناك أمثال جمال، نحن بخير، وجمال وقود للقدس، جهز نفسه وقبل خروجه بساعة أقسم أنه شهيد الجمعة "والله أنا شهيد الجمعة" وكان صادق رحمه الله".
وطالبت والدة الشهيد مصلح الأمة العربية والإسلامية القيام بواجبها نصرة للقدس، ودفاعا عن مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم :"على الأمة التي تخلت عنا بواجب النصرة الدعاء لنا بالثبات ومواصلة الطريق، والحمد لله رب العالمين".
وتعاني عائلة الشهيد جمال من فقر مدقع دفعه قبل سنة إلى تجاوز السلك الفاصل بين غزة والاحتلال من أجل البحث عن لقمة العيش، حيث تم اعتقاله من قبل جيش الاحتلال وأمضى عدة شهور في سجونه.
"شكرا حبيبتي أمي الغالية، سامحيني يا حبيبتي" بهذه العبارة ختم جمال وصيته لوالدته وأقرانه، ليكون أيقونة الدفاع عن القدس، وشرارة مواصلة طريقه التي خطه بدمائه شهيدا في جمعة الغضب من أجل القدس.








