أكثر من خمسين شابا وشابة عملوا لنحو أسبوعين في تنفيذ مبادرة لتجميل مدينة نابلس وحماية شوارعها من انجراف الأتربة والصخور.
الفكرة جاءت من المهندس أسيد خضير وهو المحاضر في كلية الفنون في جامعة النجاح الوطنية، مستفيدا من تجارب سابقة جرت في مدن ودول أخرى، وثبت نجاحها وجدواها، وقد لاقت تفاعلا كبيرا من المتطوعين.
يقول "لا بد من الابتعاد عن الشكوى فقط، والاتجاه نحو العمل والانجاز.. ولا بد من الاستفادة من الخبرات الكبيرة للمهندسين، والطاقة الكامنة لدى الشباب، ومن هنا جاءت فكرة "أسوار".
يتابع "كانت مؤسسة شارك الشبابية قد ابدت استعدادها لدعم وتوفير تمويل لأي فكرة شبابية مجتمعية، فكان السؤال لماذا لا نفكر بمبادرة تعود بالنفع على مجتمعنا!!، ونظرا لأن نابلس مدينة جبلية، وخلال المنخفضات الجوية والأمطار الغزيرة تنجرف التربة وتتدحرج الصخور والحجارة الكبيرة من الأعلى وتستقر في الشوارع ما يلحق بها وبالسيارات والمارة الأذى، جاءت فكرة "سلاسل حجرية.. أسوار".. لتحسين جوانب الطرق لمدينة نابلس، والحمد لله تمت الموفقة عليها.
ويتابع "الفكرة لاقت دعما كبيرا من مؤسسة شارك والاتحاد الاوروبي واليونسكو، وكذلك من بلدية نابلس، وتجمع الشباب المستقل".
أهمية المبادرة وأهدافها
وبحسب القائمين على المشروع، فله أهمية في تحفيز العمل التطوعي، ومحاولة ايجاد حلول لبعض مشاكل البنية التحتية.
ومن أهدافه تجميل جوانب الطرق وتحسين مظهرها، وكذلك حماية الشوارع من انزلاقات الأتربة والحجارة.
يقول المهندس خضير إن العمل حال إنجازه بصورة تامة الحيولة دون انسداد المصارف بسبب تراكم الأوساخ.
ويشير إلى محاولتهم استغلال الخامات الطبيعية المتناثرة (الصخور) وجعلها ذات طابع انشائي وتجميلي للمدينة.
ويتابع "وكذلك نسعى لتغيير النمط السائد للمبادرات، التي تتركز غالبا على تنظيف الأحياء السكنية، وزراعة الأشجار.. نحن نقدر كل ما يقوم به المتطوعون، لكن لا بد من الاتجاه نحو العمل الميداني ذات البُعد الاستراتيجي".
الاستعانة بالخبراء
ويشير خضير إلى أن الاختيار وقع على حي المعاجين كمستفيد من المبادرة وتحديدا (طلعة جامعة القدس المفتوحة مقابل مشروع ضاحية الأرز)، فالمكان حديث الإنشاء والطريق ما تزال جديدة، وكانت تتعرض دوما للتخريب جراء السيول المحملة بالأتربة والحجارة التي تهبط عليها من الجبل الضخم المقابل لها".
ويوضح صاحب المبادرة أنه طيلة فترة العمل تم الاستعانة بمهندسين انشائيين ومقاولي بناء أسوار استنادية، نظرا لخبرتهم الطويلة في هذا المجال، ولتجنب الوقوع بأية أخطاء.
آلية العمل
وعنها يقول "هناك عدة مراحل، الأولى تمثلت بعمل 150 صندوقا بمقاس 50*50*50 سم، مصنوعة من شبك حديد سماكة 4 ملم وفتحات 15*5 سم".
ويعقب "هذا الأمر لم يكن عفويا، بل بناءً على دراسة علمية من مختصين حتى يكون الصندوق قادرا على حمل الحجارة وتحمل ظروف الجو".
أما المرحلة الثانية، فتمثلت بنقل هذه الصناديق للمكان وتعبئتها بالحجارة وترتيبها
وفي المرحلة الأخيرة، كانت تثبيت الصناديق بصب الاسمنت "الباطون" عليها من الأعلى، وهذا يسهم في تماسكها وإضفاء منظر جمالي عليها.