7.23°القدس
6.99°رام الله
6.08°الخليل
13.06°غزة
7.23° القدس
رام الله6.99°
الخليل6.08°
غزة13.06°
الأربعاء 01 يناير 2025
4.58جنيه إسترليني
5.14دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.8يورو
3.64دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.14
جنيه مصري0.07
يورو3.8
دولار أمريكي3.64

تقرير "فلسطين الآن"

بالصور: سوق السيباط..شاهد على المعمار العثماني بجنين

سوق السيباط
سوق السيباط
جنين - مراسلنا

في سوق السيباط، السوق القديم لمدينة جنين يجلس أبو عمر السلفيتي (62 عاما)، وشقيقه أبو أحمد يلعبان الورق مع من أحاط بهم من جيرانهم من أصحاب المحال الراكدة، فلا بيع هنا ولا شراء.

السيباط سوق عثماني قديم، وهو تحفة معمارية فنية تجملت بحجارة تاريخية، وأبواب تختلف في تصاميمها وأشكالها.

يشير السلفيتي لـ"فلسطين الآن" بعد أن وقف على باب متجره ويقول: "السوق جاي هسا بنص جنين بين حارتي البلدة القديمة وله خمسة منافذ، حواليه مجموعة من المباني العثمانية القديمة، ومنها مكتبة البلدية إلي بقت زمان بلدية جنين".

وبجانب المكتبة يوجد مبنى السرايا العثمانية كتب على جدارها الذي يعلو الباب الخشبي دار عز أمير المؤمنين، وحُول هذا المبنى إلى مدرسة أساسية للإناث سميت مدرسة "فاطمة خاتون" نسبة إلى ابنه محمد بيك بن السلطان الملك الأشرف قانصورة الغوري، ويقابلها على الطرف الآخر من الشارع المسجد القديم وسمي باسم خاتون أيضا.

السلفيتي جالَس إحدى زائرات السوق وحدثها عن "أيام العز" في السيباط قبل أن يهجره رواده بعد التوسع العمراني الذي حدث في المدينة وانتقال الزبائن إلى أماكن أكثر توسعا حتى يجدوا مكانا "ليركنوا سياراتهم".

كلمة السيباط تعني الكبير المسقوف، إلا أنه غير كذلك الآن فمعالم هذا السوق غيرها من أشرف على ترميمه، فرُفعت الحجارة العثمانية الأصلية القديمة ووضع مكانها حجارة جديدة غيرت شكله ورونقه، أزقته كثيرة ، أبوابه قصيرة إلا أن معظمها مغلقٌ بأقفال حديدية جديدة، نظام المحال التجارية فيه غريب بعض الشيء فكل بناء يشكل غرفة له خمسة أبواب، كل باب يطل على السوق من جانب.

نظام التأجير كان في السابق مختلف عما هو دارج الآن، بحيث يأخذ كل خمسة تجار مثلا غرفة تجارية واحدة ولا يشترط وجود جدران تفصلهم، إلا أن كل واحد منهم له بابه ومفتاحه "لمصلحته الخاصة".

وتتراوح الإيجارات ما بين ١٥ دينارا أردنيا و٦٠ دينار سنويا، إلا أن التغيير كان جذريا مع الزمن فهذه الأبواب تحولت إلى مخازن ومستودعات تضم بين جدرانها بعضا من ذكرياتهم، والكثير من بضاعتهم التي يعرضونها في محالهم الجديدة، ليبقى السيباط دون زبائن، وليتحول "كبارية السوق" إلى معالم معروفة يستدل بها أبناء السوق من خلالهم على الطريق إلى منطقة أخرى فمثلا تخرج من السوق عندما تمر من باب أبو عمر إلى المسجد، وتتوجه إلى شارع أبو بكر عندما تمر من باب العطار أبو أيمن.

السوق تحول إلى معلم سياحي بعد هجرة معظم أصحاب هذه المحال الأثرية إلى الأماكن التي تعج بالرواد… الأماكن "المودرن" مع الحفاظ على محالهم القديمة والتي استأجروها "أيام ما كان السوق بخير" كما يقول السلفيتي، الذي يملك باب مستقلا استأجره قبل خمسين عاما عندما أتى والده من محافظة سلفيت المجاورة لجنين إلى السوق التجاري.. الضخم، المزدحم بالزبائن ليضمن نجاح تجارته… ولكن آنذاك…، ويقول: "لم تتوقف ماكنة نتف الصوف الزرقاء عن العمل ، فشغلني أبوي أنا وأخوي في المصلحة".

سألته إن أمكن أن أصور آلة التنجيد "راس ماله" كما يصفها، وقال إن هذه الآلة حاليا لا تعمل إلا مرة أو مرتين شهريا لزبونة بلغت من العمر ما بلغت إلا أنها تأبى أن تغير شكل وخامة لحافها الصوفي التي نجدته وهي عروس قبل خمسين عاما، عنما كان السلفيتي هو "المحل المودرن"، مع إصراره أن اللحاف الذي ينجده لا مثيل له، وأن الوسائد التي تُصنع بهذه الطريقة لا يُقدرها جيل اليوم.

التجار في السيباط يعرفون كل شيء عن هذا السوق فهنا كبروا وهنا ترَبحوا وتاجروا، فعلا إنه سوق ضيق ولكنه يتسع لكتب ومجلدات تاريخية يرويها أصحاب هذه المحال عن مراحل مرت بها مدينة جنين منذ زمن الأتراك حتى الآن.

ةو سوق ظظء