7.23°القدس
6.99°رام الله
6.08°الخليل
13.06°غزة
7.23° القدس
رام الله6.99°
الخليل6.08°
غزة13.06°
الأربعاء 01 يناير 2025
4.58جنيه إسترليني
5.14دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.8يورو
3.64دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.14
جنيه مصري0.07
يورو3.8
دولار أمريكي3.64

بسيف العقوبات

مرضى غزة يتأوّهون قصرًا.. والسبب "عملياتهم مؤجلّة"!

thumb
thumb
غزة - مراسلنا

لليوم الخامس على التوالي، تتعالى آهات العشرات بل المئات من المرضى في مستشفيات قطاع غزة، ممن تأجلت عملياتهم بعد طول انتظار من تكدس حجوزات العمليات في مستشفيات القطاع.

اليوم يتألمون بعد أن تألمت أجسادهم وأسماءهم كانت معلّقة على قوائم الانتظار، لينتظروا اليوم على طول انتظار سبق حجة رفع العقوبات، والتي أدت لتوقف خدمات النظافة ما سبب إلى وقف العمليات الجراحية في جميع المرافق الصحية لعدم توفر بيئة صحية آمنة، خاصةً في غرف العمليات الجراحية.

 "فلسطين الآن"، تابعت العشرات من الحالات المرضية التي تأجلت عملياتهم الجراحية، لنفس السبب بعد أن حذرت وزارة الصحة في غزة، من انتكاسات صحية كبيرة قد تطرأ على مرضى السرطان والدم جراء انعدام النظافة في مستشفيات قطاع غزة، مبينةً أن عدد العمليات الجراحية المؤجلة ارتفع إلى 500 عملية.

الحاج أبو صالح، محمد عاشور، (56 عامًا)، من مدينة غزة، والذي انتظر بفارغ الصبر إجراء عمليته الجراحية لأكثر من تسعة أشهر، تفاجئ أول أمس يوم الثالث عشر من فبراير، توقف العمليات الجراحية في غرف العمليات بمشفى الشفاء بغزة، لعدم توفر بيئة صحية آمنة فيها.

وفي حديث خاص بمراسل "فلسطين الآن"، اشتكى الحاج عاشور، من تفاقم الآلام في معدته بعد اكتشاف الحصى في مرارته منذ أكثر من عام، وهي قطع من المواد الصلبة التي تتشكل في المرارة وهذه الحصى تتطور بسبب الكوليسترول وأصباغ الصفراء في بعض الأحيان تشكل الجزيئات الصّلبة.

وتساءل الحاج عاشور، عن ذنب المرضى في تأجيل عملياتهم، قائلًا: "ما ذنبنا نحن المرضى أن نتضور ألمًا فوق الألم الذي انتظرناه إلى أن يحين دورنا واليوم لنتفاجأ بتوقف غرف العمليات عن إجراء عملياتها...؟".

وأضاف، "أرواح الناس لا دخل لها بالسياسة ولا دخل لها بالعقوبات.. حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من ظلمنا وءاذانا".

ويعاني المصاب عاشور، من أعراض تشعره بألم في الظّهر والمنطقة العليا للبطن وآلام تستمر لعدة ساعات، غير الشعور بالغثيان والقيء ويعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي.

ويتعرض الحاج أبو صالح، لنوبات حادة من الألم الناتج عن انسداد في القناة المرارية نتيجة حصى المرارة ونوبات المغص الصفراوي عادة تستمر ساعة أو ساعتين ويمكن أن تتكرر، كما تسبب له الآلام بالحصى التهاب في المرارة حيث تعمل الحصوات في المرارة على تهيج جدار المرارة وتصبح متورمة ومؤلمة.

ويشتكي الكثير من المرضى في محافظات قطاع غزة، من طول انتظار يفصل بينهم وبين إجرائهم العمليات الجراحية في المشافي الحكومية، فمنهم من ينتظر لأشهر وآخرون لأكثر من عام، الأمر الذي أصاب المرضى بحالة من التذمر والسخط، أمام توقف العمليات بسبب توقف خدمات النظافة.

مدير عام مستشفى الجراحة، الدكتور مروان أبو سعدة، حذّر في حديث خاص لـ "فلسطين الآن"، من خشيته لتفاقم الأزمة وما قد يطرأ من انتكاسات صحية كبيرة ستضر بمرضى السرطان وأمراض الدم جراء انعدام النظافة في المستشفيات مع عدم توفر علاجات المناعة، خلال الساعات القادمة.

وأوضح أن العمليات الجراحية المؤجلة، فقط مستشفى الشفاء أكثر من 400 عملية جراحية، كما ارتفعت على مستوى القطاع إلى أكثر 700 عملية جراء توقف خدمات النظافة وعدم توفر بيئة صحية آمنة لليوم الخامس على التوالي في المرافق الصحية.

وعزى أبو سعدة، إلى أن السبب الذي أدى لتفاقم الأزمة بهذا الشكل توقف شركات النظافة في مستشفيات ومرافق وزارة الصحة عن العمل من صباح يوم الأحد الماضي جراء عدم تلقيها مستحقاتها المالية.

ويضطر الكثير من المرضى من أصحاب الوضع الحرج، لتسول نفقات هذه العمليات، وإجراءها في مستشفيات خاصة على نفقة أهل الخير من أهله وجيرانه.

الموطن، "س. ر"، 63 عامًا وهو من أحد العاملين من أصحاب شركات المقاولات الكبيرة التي كانت تعمل في الخط الداخل، بعد أن دارت به الحياة، اضطر لتسول نفقة عمليته الجراحية (عملية فتاق في جهتين)، أمام مسجد حيه والتي كانت من المفترض أن تُجرى له في مجمع الشفاء الطبي قبل 4 أيام.

 

وحسب وزارة الصحة، فإن عدد الذين يعملون في قطاع النظافة 832 عاملًا لم يتلقوا رواتبهم منذ خمسة أشهر، وتبلغ قيمة التعاقد الشهري لخدمات النظافة 943 ألف شيكل (11.3 مليون شيكل سنويًا).

ويؤثر توقف خدمات النظافة على عمل أكثر من 40 غرفة من غرف العمليات الجراحية و11 غرفة ولادة قيصرية، و100 مريض في العنايات المركزة و113 طفلًا في حضانات الأطفال، وفقًا للوزارة.

كما يؤثر على الخدمات الصحية لأكثر من 700 مريض بالفشل الكلوي في خمسة مراكز لغسيل الكلى على مدار الساعة، بالإضافة إلى الخدمات الصحية لمئات المرضى المنومين في أقسام الجراحة والباطنة والقلب والأطفال والأورام، وأكثر من 200 سيدة حامل في أكشاك وأقسام الولادة.

وتؤدي الأزمة إلى الحد من عمل 50 مختبرًا طبيًا تُجري آلاف التحاليل الطبية يوميًا، و11 بنك دم تعنى بنقل عشرات وحدات الدم ومشتقاته للمرضى، كما لها تأثير على قدرة أقسام الأشعة على إجراء آلاف الخدمات التشخيصية.