اعتقلت السلطات المصرية، مساء الأربعاء، رئيس حزب "مصر القوية"، عبد المنعم أبو الفتوح، وعدداً من أعضاء المكتب السياسي للحزب.
وكان أبو الفتوح، وهو مرشح رئاسي سابق، قد عاد إلى البلاد قادماً من لندن قبل يوم واحد من اعتقاله.
وخلال وجوده بالعاصمة البريطانية، أجرى حواراً مع قناة "الجزيرة" الإخبارية، وهاجم فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقوة، وانتقد الأوضاع السياسية والحقوقية بالبلاد.
وقال حزب مصر القوية، في بيان مقتضب، إن اعتقال أبو الفتوح جاء بعد مداهمة قوة أمنية لمنزله بمنطقة التجمع الخامس شرقي القاهرة، دون تفاصيل.
وأفادت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، أن أجهزة الأمن ألقت القبض على أبو الفتوح "في ضوء أمر قضائي صادر من نيابة أمن الدولة العليا بضبطه وإحضاره وعدد آخر من المتهمين (لم يسمهم)؛ للتحقيق معهم بمعرفة النيابة في تهم معنية بارتكابهم لعدد من الجرائم.
وكان حذيفة، نجل أبو الفتوح، كتب على صفحته بموقع "فيسبوك": "تم اعتقال عبد المنعم أبو الفتوح وأعضاء المكتب السياسي لمصر القوية (قيادات بالحزب)، أحمد عبد الجواد، أحمد سالم، محمد عثمان، عبد الرحمن هريدي، أحمد إمام، تامر جيلاني".
ولاحقاً، أكد محمد عثمان، وهو أحد الموقوفين، في تدوينة بـ"فيسبوك"، إخلاء سبيلهم جميعاً وبقاء أبو الفتوح قيد التوقيف.
وفي حواره الذي أذاعته "الجزيرة" الأحد الماضي، اتهم أبو الفتوح الرئيس المصري بأنه "لا خبرة له في إدارة الدولة، ولا تاريخ سياسي له"، وقال إنه يحكم بطريقة "يا أحكمكم يا أقتلكم وأحبسكم".
وخلال الحوار الذي غلب عليه مهاجمة السلطات، أكد أبو الفتوح نيته العودة إلى مصر. مشدداً على أن "زنازين أبو زعبل (أحد سجون مصر) أفضل عنده من قصور لندن".
ورداً على سؤال بشأن موقفه حال أقدم الجيش على الإطاحة بالسيسي، قال أبو الفتوح: "لا أرضى إسقاط السيسي إلا بالصندوق (الانتخاب)".
ولم تعلق السلطات المصرية آنذاك على حديث أبو الفتوح، غير أن مؤيدين لها طالبوا بتوقيف الأخير عبر بلاغات وأحاديث إعلامية وصحفية.
والسبت الماضي أعلنت السلطات المصرية حبس نائب رئيس حزب مصر القوية محمد القصاص، بتهم بينها "نشر شائعات والانضمام لجماعة على خلاف القانون (في إشارة لجماعة الإخوان) وزعزعة الثقة في الدولة".
لكن أسرة القصاص نفت صحة هذه الاتهامات. وقال الحزب في بيان آنذاك إن تلك الاتهامات رداً على موقف الحزب من مقاطعة الانتخابات الرئاسية.
وأبو الفتوح هو واحد من أبرز السياسيين بمصر وكان مرشحاً للرئاسة في انتخابات 2012، وتم توقيفه لأكثر من مرة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وقد كان أحد رموز جماعة الإخوان المسلمين، قبل أن يستقيل منها.
وتأتي هذه الأحداث قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس المقبل، والتي ستجري في ظل حالة الطورائ المعلنة بالبلاد، وسط دعوات واسعة إلى مقاطعتها.