قال لي صديقي : قمة الجنون أن تسير في شوارع واشنطن ليلاً وفي جيبك محفظة عامرة بالنقود, فهناك من اللصوص ما يكفي لحل أزمة فوائد الديون الأمريكية الأخيرة. الأمن والأمان والجندي الأمريكي المدجج بالقنابل والسلاح لحماية المواطن الأمريكي من أي سرقة, وحبكات لأفلام صاغتها السينما هي مجرد فنتازيا . إتغذى واتمدى واتعشى واتمشى, هكذا يقول المثل الفلسطيني , ولن تستطيع أن تتمشي بدون أمن, والتمشي بعد التعشي له رونقه الخاص, خصوصاً في الليل. قديماً في غزة كانت تغلق الشوارع أبوابها بعد صلاة العشاء بساعة, ويفشل مَثَلْ التمشي بعد التعشي, بسبب الاحتلال من ناحية والمشاكل الداخلية من ناحية أخرى وهذا ما سبَّبَّ إنعداماً للأمن فيها. أما اليوم وبدون فنتازيا أو سينما مدبلجة يتوفر الأمن على المستوى العام للمواطن في غزة, لدرجة أن أحدهم قام بدعوة عائلته جميعا لطعام السحور في أحد الاستراحات على شاطئ غزة. صديقي من واشنطن أعذرك, تعال لدينا نعشيك ما لذ وطاب, ونمشيك الساعة الثانية والنصف ليلاً من بيتنا لشاطئ البحر بكل حرية لن يستطيع أحدٌ من البشر أن يمنعك, ولا تنسى النقود في جيبك فهي في أمان .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.