13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
17.48°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة17.48°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: هل يزهر الربيع في القدس؟

خاطب (هارون الرشيد) الغمام يوم عزة الإسلام والخلافة قائلا: أمطر حيث شئت فإن خراجك راجع إليّ. أي إلى عاصمة الخلافة حيث كان الإسلام عزيزًا. فهل تستعيد الثورات العربية عزة الإسلام من جديد؟ وهل يزهر الربيع العربي في فلسطين؟ وكيف؟ ومتى؟ يقول أهل فلسطين إن الربيع العربي بدأ في فلسطين، وسيعود إلى فلسطين ليزهر في الأقصى عزة العرب والمسلمين؟ بدأ الربيع العربي بفلسطين حين رشق طفل الحجارة بروح التحدي الآلة العسكرية الصهيونية. روح التحدي في فلسطين مسكونة بالصبر والشهادة والجراح من أجل بناء صرح الحرية والخلاص من القمع والاستبداد، ومن ظلم الأسر الحاكمة. في عواصم الثورات العربية زاحمت فلسطين قضايا العواصم من حرية وعدالة اجتماعية، ورغيف عيش، حيث هتف المتظاهرون العرب ضد الهزيمة وضد التبعية، وطالبوا باستعادة الكرامة والعزة. في ضوء ما تقدم نقول يجوز لفلسطين أن تستعيد كلمات الرشيد للغمام، وتعبر عنها بلغة العصر، ولغة الثورة، فتقول حيثما أزهر الربيع العربي، فإن الحصاد الكبير سيكون في القدس، وبدون ذلك فلا معنى للربيع العربي، ولا معنى للثورة. القيمة الرئيسة للربيع هي حركة التغيير، حركة استبدال الهزيمة بالنصر، والحالة الفلسطينية القائمة منذ النكبة وحتى الآن هي عنوان الهزيمة العربية الممتدة عبر المكان وعبر الزمان. لقد انتظرت فلسطين هذه الروح، وهذا الربيع على مدى عقود طويلة، واليوم بدأت العواصم العربية تزهر بورود النصر والكرامة. القوى المضادة للربيع تتحالف مع الخارج من أجل إزالة هذه القيمة التغيرية، ولعل الصهيونية العالمية هي الأكثر إنفاقًا، والأكثر تأييدًا للقوى المضادة للثورة، لا في مصر فحسب بل وفي كافة العواصم, الأمر الذي يعني أن قيمة التغيير والثورة تبعث القلق في تل أبيب وفي كافة الدوائر الصهيونية العالمية. لا أتخيل أن تترك قوى الثورة المضادة مواقعها، ولكني لا أتخيل نجاحًا لها بعد أن سكنت روح الثورة والتغيير العربي والزمان العربي، ولن تتراجع الثورات، أو قل الثورة عن غاياتها وأهدافها حتى يزهر ربيعها في فلسطين رغم التفوق الصهيوني في السلاح. حديث فلسطين عن عودة الربيع إلى القدس ليس حديث الخيال والأماني، بل حو حديث التاريخ الذي أزهر بصلاح الدين بعد الثورة في دمشق، وفي القاهرة، واستملاك قيمة التغيير التي حررت القدس بعد تسعين عامًا من الاحتلال. التاريخ الذي استقبل صلاح الدين، هو عينه التاريخ الذي يستقبل الربيع العربي الآن، والتاريخ لا يكذب، لاسيما حين نبلغ الوعي الذي بلغه صلاح الدين. حديث فلسطين هو حديث التاريخ، وهو حديث الواجب الوطني للخروج من الهزيمة إلى النصر، ومن الاستبداد إلى العدل، ومن التبعية إلى الاستقلال وكتابة التاريخ من جديد.