تعود أزمة الخصومات على رواتب موظفي السلطة في قطاع غزة إلى الواجهة من جديد بعد خصومات إضافية فرضتها وزارة المالية في رام الله على رواتب الموظفين العسكريين إلى جانب إحالة 1200 عنصر من القطاع للتقاعد المبكر.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الخصم على رواتب موظفي السلطة كما هو نسبة 30% من الراتب، دون معلومات عن خصومات 50%.
وتتلخص أزمة الخصم الجديد، أن السلطة في رام الله أعادت علاوة الرتبة للموظفين العسكريين منذ شهرين، وخصمتها مرة واحدة عن الشهرين الماضيين وشهر الراتب الذي تقاضونه، إلى جانب خصومات القروض المعتادة والأقساط الشهرية.
ويبيّن نقيب موظفي القطاع العام الذين تم تعينهم قبل تاريخ 14 حزيران/ يونيو 2007، عارف أبو جراد، أن الحكومة قد أحالت العشرات منهم للتقاعد المبكر، لافتًا إلى أنها تراجعت عن إعادة العلاوة لموظفي غزة.
وينوه إلى أن الموظفين الذين هم على كادر الأجهزة الأمنية والذين أعيد لهم (علاوة الرتبة) خلال الشهرين الماضين تم إعادة خصم هذه العلاوة في راتب شهر شباط/ فبراير الماضي.
خصم علاوات العسكريين
الموظف العسكري أبو أحمد وهدان يبيّن لـ "فلسطين الآن" أنه جرت زيادة 200 شيكل قبل شهرين على راتبه وتم خصمها أمس مبلغ600 شيكل مرة واحدة.
ويشير الموظف الآخر حامد البطش إلى أن نسبة الخصم على راتبه وصلت 50%، مبيناً أن ما حصل شيء خطير وانكسار لم يتوقعه من قبل.
ويؤكد البطش أن الالتزامات على كل الموظفين كبيرة بدون استثناء وكثير منا لم يدخل البيت وفي جيبه 100 شيكل، كما أن الراتب كاملاً لم يعد يناسب ظروفه بعد غلاء الأسعار وضروريات الحياة.
ويضيف: " مع راتب نسبة 70% أصبحنا نستحق الصدقة أما مع 50 % من الراتب فنحن في اتجاه معاكس جدا للحياة الكريمة البسيطة .. لو أتيحت لما الفرصة لهاجرنا من القطاع بهذا الحال".
موظف تقاضى 10 شواقل
المعاناة كانت أشد وقعاً على الموظف العسكري أحمد الهباش بعد أن تبقى له من راتبه 10 شواقل فقط، ويقول لـ "فلسطين الآن": "راتبي صافى هذا الشهر بعد خصم القرض وخصم ٣٠% وخصم هذا الشهر ٣٠٠ شيكل والمتبقي ١٠ شيكل".
ويعبر الهباش عن غضبه الشديد من إجراءات السلطة بحق موظفيها وقطاع غزة، مضيفاً : "ولكن إذا القيادة بتفكر إنه نضغط على حماس أو نطلع في الشارع ضدها لن يحصل .. لا يا حكومة".
موظف خصم البنك كل راتبه
أما الموظف المتقاعد فضل قنديل فيقول إنه لم يتقاضى أول راتب تقاعد له بعد خصمه كاملاً، حيث يبلغ 3450 شيكل خصم البنك قسطاً كاملاً لقرض تلقاه، وما تبقى من الراتب خصمه عوضاً عن نسبة الـ 30% التي خصمتها السلطة في الأشهر الماضية.
فيما يوجه الموظف العسكري موسى على رسالة شديدة اللهجة للسلطة قائلاً: "أهنتم موظفيكم وأصبحوا متسولين وكذابين ويستحقون الصدقة سيكتب التاريخ أن ضباطكم وجنودكم جاع أطفالهم وأبناؤهم اصبحوا بلا مأوى وفصلوا من الجامعات".
وترثي أم عمر الحال الصعب الذي تمر به عائلتها إثر خصومات الرواتب، وتقول لـ "فلسطين الآن": "اللي بصير بحقنا جريمة.. تبهدلنا مع الدكاكين وحتى قدام أولادنا صرنا نستحي منهم ما في مصروف نعطيهم على المدرسة".
أما أبو بشار فهو موظف مدني فيعتبر إجراءات السلطة بفرض الخصومات على رواتب الموظفين مؤامرة على أهل قطاع غزة، قائلاً: "غزة لن تنحني ولن تنكسر ولن تسجل على نفسها حرباً أهلية".