تذكرنا الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها الضفة الغربية هذه الأيام بالأزمة التي مرت بها الحكومة العاشرة أو كما سماها البعض_حكومة حماس_على إثر الحصار السياسي والاقتصادي الذي فرضته الدول المانحة على أراضي السلطة الفلسطينية، ولكن هناك اختلاف من حيث معالجتها سواء على المستوى الرسمي أو غير الرسمي. بعد أيام سيتوجه السيد الرئيس محمود عباس إلى المملكة العربية السعودية والهدف الأساسي هو طلب الدعم المالي لتخطي الأزمة أو لتخفيفها، وبالتوازي ستتوجه وفود فلسطينية رسمية لدول عربية أخرى من أجل ذات الهدف. وهذه خطوة صحيحة كنا قد طالبنا بها سابقا كبديل عن اقتراض السلطة من صندوق النقد من خلال العدو الإسرائيلي، ونأمل أن تتكلل جهود السيد الرئيس والوفود الأخرى بالنجاح حتى لا يفقد الفلسطينيون الأمل في الدعم العربي وقت الشدة وكذلك لتعرف القيادة الفلسطينية بأن العرب والمسلمين هم العمق الحقيقي للشعب الفلسطيني وليس الغرب ومحور الشر الذي تقوده أمريكا، وهنا نؤكد بأن هذا ما كان يجب أن يكون في عهد الحكومة العاشرة لأن الرئيس هو رئيس الشعب الفلسطيني كله والحكومة كذلك بغض النظر إن شكلتها حماس أو فتح. متحدثون وناطقون إعلاميون تحدثوا عن ضرورة الصمود في وجه العقوبات التي يمارسها الغرب ضد سياسة الرئيس، وأكدوا على أن العزة والكرامة أهم من الراتب، كلام اختلف عن ذي قبل، حين كان أولئك أنفسهم يدعون إلى الخروج بالطناجر والأرغفة للتظاهر ضد الحكومة العاشرة وكأنها السبب في الحصار آنذاك. هم أنفسهم حرضوا على الحكومة العاشرة مستخدمين مقولة: " عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه"، ومن منا لا يتذكر هتاف أو أغنية" وين الراتب ..فش فش"، موقفهم اليوم _بغض النظر عن اختلاف الدوافع_ صحيح ولكن مواقفهم السابقة لم تكن كذلك وهم يعلمون والجميع يعلم بأن الفصائل الفلسطينية ومع كل أسف تكون مواقفها ومبرراتها تبعا لمصالحها الحزبية، فنجد اختلاف اللهجة والمبررات حول المشكلة الواحدة، وهذا داء لم ينج منه أي فصيل. ختاما فإنني أتمنى أن تعالج الأطراف المختلفة مسألة المصالحة والانقسام بالجدية والموضوعية التي تعالج مشاكلها الحزبية الخاصة، فالشعب الفلسطيني اجمع ينتظر عقلاء وحكماء هذا الشعب لتخليصه من ورطة الانقسام السياسي والمصالحة الداخلية، ألم يحن الوقت حتى تلتفت القيادة والفصائل الفلسطينية إلى هموم الشعب ومعاناته؟.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.