17.79°القدس
17.55°رام الله
16.64°الخليل
18.93°غزة
17.79° القدس
رام الله17.55°
الخليل16.64°
غزة18.93°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: شكوك نسائية في السياسة المصرية

طالما كان اللقاء مع وزيرة الخارجية الأمريكية يندرج في إطار العيب، وقلة الحياء، والسفالة السياسية، فلماذا حرصتم على النوم في أحضان أمريكا عشرات السنين؟ ولماذا تحرصون على تقبيل أقدامها، ويستبد بكم الحنين!؟. لقد ظلت الأنظمة العربية المتهالكة تنفذ سياسة أمريكا، وتخدم إسرائيل جهاراً نهاراً، وظلت تقدم نفسها خياراً وحيداً قادراً على محاربة المسلمين، بل وعمدت الأنظمة العربية المتهالكة إلى محاربة الإسلام، وحذفت بعض آيات القرآن الكريم من المناهج التعليمية، تجاوباً مع طلبات الإدارة الأمريكية الساعية لمرضاة إسرائيل، كذلك عمدت الأنظمة العربية الساقطة إلى محاربة المقاومة، والتآمر على القضية الفلسطينية، والمساهمة في حصار قطاع عزة، والتهديد بكسر رجل كل فلسطيني يبحث عن لقمة خبز في سيناء. فلماذا كل هذه الوطنية الزائدة، والغضب المفتعل على لقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع وزيرة الخارجية الأمريكية؟ لماذا يتحرك رجال أمريكا اليساريون، ومرتزقة ساويرس البارزون، وعملاء أمريكا التاريخيون، لماذا يرتعبون من لقاء الندية الذي تم بين رئيس مصري منتخب، ووزيرة خارجية أمريكية منتخبة؟ وهل مثل هذا اللقاء الندي يخالف شرائع اللقاءات التي كانت تجري بين السيد الأمريكي والرئيس العبد؟ هل معنى هذا اللقاء الندي؛ أن الرجل العربي المسلم باع مصر إلى أمريكا، وأن حزب الحرية والعدالة ينسق خطواته السياسية وفق الموسيقى الأمريكية، وآلات العزف الإسرائيلية؟! يقول علماء النفس الاجتماعي: إن السارق يتشكك في ذمة كل الناس، والمجرم القاتل يحسب أن مهمة السلاح الوحيدة هي قتل الأبرياء، والذي لا يثق بنفسه يسحب ظنونه السيئة على الآخرين، وإن المرأة التي تعودت أن تخون زوجها، لا تثق في عميق نفسها بوجود امرأة شريفة، وقد يذهب خيالها بعيداً، وهي تحسب أن كل حديث ندي فيه اختلاء، وكل اختلاء يمارس فيه المنكر، وكل منكر يترك من الذنوب السياسية ما لا يغتفر. لقد ذهب خيال بعض القوى السياسية في مصر وفي فلسطين أيضاً، ذهب بعيداً، وتخيلوا أن اللقاء جرى على نمط لقاءاتهم السرية، وتخيلوا ما كان يدور بينهم وبين أمريكا من مؤامرات خلف الكواليس، وتخيلوا أنفسهم في الفراش الأمريكي، وهم يطأطئون، ثم يزفزفون لأمريكا، كي يشحذوا السكين على رقبة المعارضة، لقد تخيلوا أنفسهم وهم يحاربون الديمقراطية، ويفتحون السجون، وتخيلوا أنفسهم وهم يخونون، ويكذبون، وينهبون، ويخربون في البلد، ليخرجوا على الناس بثوب الوطنية والشعارات الثورية. لقد أنجبت اللقاءات السرية السابقة بين القيادات العربية المتعاقبة وبين القيادة الأمريكية، لقد أنجبت كل تلك الوجوه الخبيثة من سياسيين، وإعلاميين، ومنظرين، وفاسدين ومدسوسين، ومشبوهين، وأشرار، وكان الخراب والفساد والهزائم وتدمير البنية التحتية لمصر وللأمة العربية، هو المعلم البارز للقاءات القادة العبيد مع الأمريكي السيد. إن اللقاء المصري الأمريكي الذي جرى في شهر شعبان من هذا العام، لهو اللقاء الأول الذي يقوم على الندية، بين رئيس مصر العربية وبين وزيرة الخارجية الأمريكية.