محمد عزيز تخيل معي عزيزي القارئ أنك على موعد بعد أقل من أسبوع من اليوم مع مناسبة سعيدة انتظرتها طويلاً وهي تعنى لك الكثير في حياتك، فإنك بلا أدنى شك ستتأهب لذلك اليوم وتعد له استقبالاً خاصاً يليق به، وستتمنى لو تطوى هذه الأيام طيا حتى تصل لتك اللحظة السعيدة. أما ونحن على موعد بعد أيام قليلة من استقبال شهر كريم من حرم خيره فقد حرم، فيه ترفع الدرجات وتحط الخطايا والسيئات وفيه ليلة خير من ألف شهر، ولله في كل ليلة منه عتقاء من النار فماذا يكون حالنا في استقبال هذا الشهر الكريم؟. دعونا ننظر بداية في حال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وصحابته الكرام والسلف الصالح في استقبالهم لهذا الشهر الكريم، فهذا رسول الله يبشر أصحابه فيقول لهم: "أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ». وهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يجيب عندما سأل كيف كنتم تستقبلون رمضان فقال: "ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم". [b][color=red]السلف ورمضان[/color][/b] وقد أدرك الصالحون من سلف هذه الأمة هذا الأمر فكانوا كما قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يُبلغهم رمضان, فإذا أقبل كانوا ما بين ساجد وراكع وقائم ومتصدق ومجاهد وباكي في محرابه، ثم إذا ما انتهى الشهر دعو الله ستة أشهر أخرى رجاء أن يتقبل منهم أعمالهم. وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سَلِمني إلى رمضان, وسلم لي رمضان, وتَسَلمه مني متقبلاً. [b][color=red]كيف نستقبله؟[/color][/b] وعن كيفية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان أرشدنا د.وائل الزرد في اتصال مع "فلسطين الآن" إلى جملة من النصائح التي يجب علينا إتباعها قبل الدخول في هذا الشهر الفضيل، أولها الاستعداد في شهر شعبان بالطاعات والعبادات والتوبة النصوحة إلى الله عز وجل، وقد كان هدى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم في شعبان ما لا يصومه في غيره من الشهور، فهذا الاستعداد له بالغ الأثر في النشاط في العبادة وتذوق حلاوة الطاعة. ثم دعا د.الزرد إلى أن يصلح الإنسان ما بينه وما بين أخيه وجاره، فلا يعقل بأن نقبل على شهر الرحمة والمغفرة والبركة والإنسان منا ما زال مصراً على هذا الخصام والعداوة فهذا مدعاة لإحباط العمل وعدم قبوله، وجميعنا يعلم حديث النبي صلى الله عليه وسلم :( تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا رَجُلا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ ، فَيُقَالُ : أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ) . ونصح د.الزرد بأن يجتهد الإنسان في شراء وتجهيز كافة حاجيات بيته وأهله لرمضان ولعيد الفطر قبل بدء الشهر الكريم، حتى لا يقضى الإنسان هذه الأوقات الغالية والثمينة في الأسواق فيفوته الخير الكثير. ودعا كل مسلم إلى أن يرسم خطة للعبادة قبيل رمضان حتى إذا أدرك الشهر جد واجتهد واغتنم الأوقات في طاعة الله عز وجل، فإذا ما انتهى رمضان راجع الإنسان نفسه هل وفق في رمضان أم أنه قصر وضيع الأوقات، فهذه المحاسبة والمراجعة مدعاة للاجتهاد بعد رمضان إلى أن يدرك رمضان القادم إن كان في العمر بقية. وهمس الزرد في آذان التجار وأصحاب المحلات التجارية التي تنشط في شهر رمضان للتفرغ بقدر المستطاع لقراءة القرآن والإكثار من العبادات والتقلل من البيع والشراء، أسوة بسلفنا الصالح فقد كانوا يتفرغون في رمضان أكثر من أي شهر آخر. واقترح بأن يتم إنشاء برنامج كفالات لمساعدة الأسر الفقيرة والمستورة، وفيه يسجل الرجال كفالتهم لأسرة فقيرة بواقع 15 دولار فقط في اليوم الواحد، مؤكداً على أهمية هذه الخطوة في زيادة المحبة والألفة بين المسلمين وإدخال السعادة لقلوبهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.