لا اخفيكم اني قلق على صحة محمود عباس، ولا اتمنى غيابه عن المشهد، في هذه المرحلة الدقيقة من عمر القضية الفلسطينية.
هناك ضبابية حول حقيقة الوضع الصحي لعباس، لكني اصدق ما قاله النائب العربي في الكنيست، احمد الطيبي، بأنه زار عباس في المستشفى وتمشى معه بالكردور، وان مرضه عبارة عن التهاب رئوي قابل للعلاج.
نختلف مع ابو مازن في 99% من سياساته، لكننا نتفق معه برفضه لنقل السفارة، ووممانعته لصفقة القرن، بل يمكننا القول انه الرئيس العربي الوحيد الذي قال ( لا ) لأميركا.
لذلك يقلقني مرضه واحتمالات رحيله، فالرجل يشغل سبعة مواقع قيادية في فلسطين، منها رئاسة السلطة والمنظمة وفتح، وهناك رغبة اسرائلية اميركية لإزاحته.
نعم الرجل مسؤول عن خطايا اوسلو كلها، ولا يرضيني انه لا زال يتمسك بعيوبها، ويظهر نفسه وفيا لالتزامتها، الا انه يبرع في رفض مخطط ترامب ويتمسك بموقف يمكن البناء عليه.
رحيله، سيأتي بمجهولين، هناك ترقب من عواصم متعددة تريد تكسير صخرة عباس الهشة، تريد قيادة جديدة، مبرمجة، واكثر ليونة وتنازلا، تم تعليبها في غياهب الاعداد لتصفية القضية الفلسطينية.
عباس عندي ليس بطلا، لكني اتمنى ان يتجاوز ازمته الصحية، يعود لعمله، وان يكون المرض واقتراب الآخرة، سببا في ان ينظر خارج الاطار.
نعم، لتمنى ان يرفع الحصار عن غزة، ان يطلق العنان للضفة الغربية، ان يهدم المعبد "السلطة" على الاسرائيلي، هنا ستكون النهاية بطولة ربما تفوق ما قام به عرفات في ال2000.