أنا كل ما أسمع إنه في شهيد بسرعة بزور أهله إذا قراب مني، و الشهادة هي نقطة ضعفي، حتى إنه صاحبي نضال إستشهد .. وكنت أصحى بنص الليل أفتح الباب وأطلع وأحكي "هيني جاييك يا نضال"، وما أكون بوعيي، يقعدوا أهلي ساعة لما يصحوني وأرجع لوعيي.
كنت أحكي مع نضال كثير مع إنه مستشهد، راحت الأيام وأجت الأيام لحد مسيرات العودة اللي قسمت الناس ألف قسم ، ناس مع وناس ضد وناس بتحلل وناس بتقترح ، مع إنه ما حد بطلعله يحكي إلا أهل غزة همه المعنيين لحالهم ، وحتى مجبرين يطلعوا يعتصموا وينصابوا ويستشهدوا لأنه الي بده حقه يرجعله بلسانه يطلبه ، من هذا المبدأ ما انقطعت عن مسيرات العودة ولا يوم .
كنت آجي من رفح يومياً وأعتصم بين الدخان والغاز وأسعف مصابين وأعمل كلشي بقدر عليه مشان أرجع أنا وأهلي ع "صرفند العمار" ، لإنه مش معقول أنا أستنى من فلان وعلان يرجعلي أرضي وحقي ، وبرضو كنت أحاول أخلي هالناس تيجي وتعتصم وأفهمهم شو لازم يعملوا ، أضل أنزل ع صفحتي على الفيس ورسائل للأصحاب وباستمرار ، مع إنه إنصبت مرتين ؛ مرة بايدي ومرة برجلي بس عادي كلشي اله ضريبة بدها تندفع والحمد لله مزطت من هالصهاينة ورصاصهم .
أنا كنت من النوع اللحوح بالدعاء إني استشهد يوم الجمعة 11/5/2018 صليت الظهر وبعد الصلاة قعدت مع أمي وأهلي وطولنا وشفنا ع التلفزيون أم شهيد ي الله ما أقواها وحكيت لأمي بكرة أنا بس أستشهد بتعملي زيها وطلعت ع الخيام ، وليلة السبت الأحد نمت عند جدتي كانت مريضة وروحت من عندها بغني وبحكي "بكرة شهيد بكرة شهيد" وليلة الأحد نمت بالخيم لأنه كانت الأوضاع بتغلي شوي وفي استعدادات لذكرى النكبة ، طبعا بعثت رسائل لصحابي دعاء وإنهم يسامحوني وأخر الرسالة إسمي ، وبعثت لصاحبي إنه بدي عروس تكون حافظة القرآن ، كتبت ع الفيس "وإقترب موعد اللقاء" وسكرت حسابي ، الإثنين الصبح 14/5/2018 روحت على البيت تحممت وصليت ركعتين وأخذت شنته فيها قطاعات وسلاك لأنه بدي أقص السلك ، أخوي سألني وين رايح حكيتله : نضال بستناني .
لفيت بالبيت شوي وطلعت ، وصلت الحدود ووصلت السلك وقصيته وقطعته وسحبته وصوري انتشرت وأنا جار السلك ، بهذاك الوقت كنت شايف إشي بعيد عني حاولت أقرب وأمشي عليه بس كان في قناص طخني براسي رصاصة كانت قاتلة وقعت على الأرض وتعبيت دم وحملوني يسعفوني ، أخوي لمح حد مصاب وشاف بنطلوني وصار يصرخ أخوي أخوي ، بالبيت أمي حست وقلبها نقزها وحكت كلمة : ورب الكعبة معتصم استشهد .
بالفعل معتصم استشهد ، نقلوني ع المستشفى وصوروني صورة انتشرت بشكل كبير ، كنت مبتسم لدرجة انه بضحك مع إنه أنا جثة ، انتشرت صورتي وأنا بضحك وما حد عرف إسمي وكنت عبارة عن صور ورقم أطلقوه علي بوزارة الصحة ، وما حد سأل عن إسمي ولا حد عرف إني من المصليين الأوائل بالمسجد وبجنازات الشهداء ، واني سند وعمود البيت ، ما حد بعرف إني معتصم فوزي أبو لولي عمري 19 سنة من رفح كلهم عرفوني بصورة وكانت كل الأسئلة :
ما الذي يراه الشهيد ولا نراه؟