25.57°القدس
25.33°رام الله
24.42°الخليل
28.72°غزة
25.57° القدس
رام الله25.33°
الخليل24.42°
غزة28.72°
السبت 05 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.34

زوجته تروي قصتها..

هكذا كان آخر رمضان للشهيد فادي البطش

4201823153716536
4201823153716536

كان من المقرر أن يتولى الشهيد إمامة التراويح لــ 22 ليلة إلى جانب إمامة قيام الليل في “العشر الأواخر” من رمضان الجاري- جيتي

بمقابلة صحفية صريحة وصادقة كشفت زوجة الشهيد العالم فادي البطش ، جوانب معيشية وعائلية وحياتية كثيرة عن حياة وسلوك وعادات الشهيد في رمضان وغيره قبل وبعد انتقاله من غزة إلى ماليزيا التي ارتقى فيها شهيدا على يد من اتهمتهم حركة حماس بالعمالة للموساد الإسرائيلي .

جوانب عديدة توقفت عندها "مجلة ميم" بلقائها مع زوجة الشهيد إيناس حمودة ( أم محمد) ، أبرزت فيها محطات من حياة الشهيد العائلية .

فادي البطش في رمضان

تقول زوجة الشهيد " بالانتقال إلى الأجواء الرمضانية لسبع سنوات قضاها العالم فادي البطش في ماليزيا؛ فإن اكتظاظ جدوله اليومي يفوق العادة؛ فهذا “الرمضان” الذي قدّر الله ألا يدركه؛ كان من المقرر أن يتولى إمامة التراويح لــ 22 ليلة إلى جانب إمامة قيام الليل في “العشر الأواخر”؛ أما الأسبوع المتبقي من الشهر؛ فقد وعد زوجته بأن يتناول الإفطار بصحبتها.

تعطي “أم محمد” هذه النقطة حقها: “منذ كنا في غزة اعتدت على إمامة فادي للتراويح؛ لكن في ماليزيا الأمر مختلف؛ حيث المساجد بعيدة؛ ينتهي دوامه الجامعي في آخر النهار؛ ثم يستعد للخروج إلى صلاة المغرب؛ وفي الغالب يستغرق الوصول إلى المسجد ساعتين؛ إلا إن كان المسجد قريباً؛ وفقاً للجدول المتفق عليه؛ وقد جرت العادة عند العائلات الماليزية أن يذهبوا إلى المسجد وفيه يفطرون وينامون؛ حيث يتناولون القليل من الطعام بعد أذان المغرب؛ على أن يُرجئوا القسط الأكبر من المائدة إلى بعد صلاة التراويح؛ وقد راقَ لفادي هذا النظام؛ لا سيما أنه كــ إمام يُفضل ألا يصلي بمعدة ثقيلة”.

(ماذا عنكِ يا ترى؟) تقول: “لم يكن مناسبا أن أرافقه مع أطفالي؛ لذا أفطر وأصلي وحدي؛ وأذكر إلحاحه علي بإعداد صنف واحد من الطعام؛ حتى أستثمر وقتي في الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن”.

ومن المواقف التي لا تنساها في الشهر الفضيل: “ذات يوم أقامت مؤسسة ماليزية مأدبة إفطار؛ وفيها يعمل مسلمون وغير مسلمين؛ ووفقاً للشعار القائم الذي أحببته “ماليزيا الموحدة” أي أن المسلم والوثني ومن لا دين له لا تفرقة بينهم في التعامل؛ وبالتالي جميعهم يجلسون على المائدة وينتظرون الأذان كما لو أن بعضهم صائمون؛ يومها جلست إلى جانب فادي وانضمت إلى مائدتنا امرأة ماليزية وشاب صيني؛ فبدأت الماليزية في التحدث إلى الصيني عن الإسلام واجتهد فادي في إقناعه؛ ثم أهداه كتابا عن الإسلام؛ وبعد فترة بشرني بأن الصيني أسلم”.

وما زالت إيناس لا تصدق أن هذا أول رمضان تقضيه بدونه؛ عادت إلى “لمّة العائلة” في غزة التي سألت الله كثيراً أن يكرمها بها؛ لكن مع أذان المغرب لا تبتل عروقها كما كانت في الماضي ؛ ومع ذلك فإن صبرها ينتصر على غصةٍ تمر مع اللقيمات في حلقها.

الإنجاب والأولاد

مرت أربع سنوات دون أن يقدّر الله لفادي وإيناس الإنجاب؛ كانت غريزة الأمومة لا تتركها وشأنها؛ أما هو فلم يظهر يوماً أي ضيق من “سؤال الناس”؛ وأجرى الله الرضا على لسانه بالقول: “هذا قضاء الله وقدره”؛ فيما ينظر الرحمن إلى قلبه فيطمئنه: “ولسوف يعطيك ربك فترضى”.

تقول زوجة الشهيد : “كلما رأى الكدر في حالي؛ اصطحبني لتناول العشاء خارج البيت أو للمشي طويلا؛ تارةً يصمت؛ وتارة أخرى يثبّتني بالقول: “ما رأيك لو كنا مثل الزاهد الذي سئل عن السر في بشاشة وجهه؛ فقال: “أستحي أن أحزن وأمري بيد الله”.

كنت سعيدة معه بالرغم من ضغط المجتمع في هذا الجانب؛ فيما كانت عائلته تبدي تفهمها الشديد؛ لم يكن أمامنا إلا أن نتضرع لله بالدعاء”.

في أواخر عام 2011 حزم فادي مع زوجه حقائب السفر متجهاً إلى ماليزيا؛ لم تكن إيناس مرتاحة للقرار في البداية؛ فهي تعيش في غزة حياة مستقرة حيث عائلتها ووظيفتها؛ لكن القدر خبأ لهما الخير الكثير.

كل خلية فيه امتلأت بالحماس وهو يقول لها: “سنرتاح من أسئلة الناس؛ لنمنح أنفسنا إجازة من الذهاب للأطباء هناك ؛ دعينا نجوب هذه البلاد الساحرة معاً”؛ وكانت المفاجأة أنه بعد أسبوعين فقط من وصولهما إلى كوالالمبور؛ اكتشفت إيناس حملها؛ هناك أنجبت أطفالها دعاء وأسيل ومحمد؛ وفيها أيضاً حقق فادي حلمه بالحصول على الدكتوراه؛ والتحقا بالكثير من الدورات؛ والتقيا بخيرة الناس.

سنة أولى ماليزيا

تتحدث إيناس عن السنة الأولى في ماليزيا: “لم يكن الأمر سهلاً؛ كان فادي يحتاج كثيراً إلى العمل في المختبر فيضطر للخروج قبل الفجر ويمكث حتى العشاء؛ فيما أنا أقضي الوقت كله بمفردي بعد أن كنت أعمل في السابق؛ وفي المقابل بدأت الإيجابيات بالظهور؛ أصبحنا مقريين إلى بعضنا أكثر من أي وقت مضى؛ كان يستشيرني حتى في أبسط الأمور فيسعد بآرائي؛ وأنا كذلك لا أتصرف في أي شأن دون الرجوع إليه؛ وحقاً إني أعجب من الإلهام الرباني في قراراته الحكيمة؛ أشكو همي له فــ “يطبطب” على قلبي؛ باختصار أصبح كل عائلتي”.

تتابع كلامها باتزان يزينه الصبر؛ محاولة أن تربت على وجعها النازف؛ لكن من يعرف! ربما في “الفضفضة” راحة: “أنعم الله على فادي بقلبٍ أبيض ولسان أحلى من السكر؛ في أسلوبه جاذبية لا توصف؛  ودود يحب الناس ويحبونه؛ ما أن يسير خطوتين حتى يتوقف ليسلّم على أحدهم؛ بل ويطمئن على حاله؛ كنت أرافقه أحياناً إلى المختير وألاحظ أنه حين يدخل يلقي التحية بصوت مرتفع: “الســلام عليـــكم”؛ ويسلم على الطلاب واحداً واحداً بمن فيهم غير المسلمين؛ بخلاف البقية الذي يأتون ويغادرون دون أن يشعر بهم أحد”.

"إسرائيل" ترتعب من العلماء

بعد أن أنهى الشاب الخلوق المبدع دراسة الدكتوراه اتجه للعمل في جامعة “يوني كي أل”؛ محدثاً فيها نهضة كبيرة؛ بعد أن كانت مجرد صرح تعليمي يهتم بالشؤون الروتينية و”الكورسات”؛ كان نشيطاً مبادراً لا يتوقف عن اقتراح الأفكار على رئيس القسم من أجل تطويره على صعيد الأبحاث وعقد المحاضرات؛ وشراء الأجهزة؛ كانت ألسنة رفاقه تنعقد من الدهشة؛ أما حين يشارك في مؤتمرات دولية خارج البلاد فإنه يستثمر كل لحظة في الالتقاء بكفاءات مميزين ويحرص على التواصل معهم.

ومنذ فاز بجائزة خزانة العريقة ظل سعيداً؛ لأنه رأى فيه إنجازاً عظيماً؛ كان وجهه الدائري يتهلل فرحاً كلما تذكر تكريمه من قبل رئيس وزراء ماليزيا؛ متمتماً بــ: “الحمد لله رب العالمين”.

(حسناً هل حدّثك من قبل عن “أبحاثه بشكل عام”) ؛ بوضوح ودون مواربة تجيب: “بكل تأكيد؛ وكما أسلفت فإن فادي كان يطلعني على أدق تفاصيل حياته؛ بما فيها مجمل موضوعات أبحاثه التي يشاركه في إعدادها باحثون من جنسيات وأديان أخرى؛ لم يكن فادي يشعر بأي قلق أو ارتباك من أبحاثه؛ فهو أكاديمي ومحاضر جامعي وأبحاثه محكمة في مجلات أجنبية؛ ويتشارك معه في نشرها باحثون من جنسيات وديانات مختلفة.

اعتاد الزوجان بعد صلاة الفجر أن يحتسيا “النسكافيه”؛ ولم يفرّط فادي على مدار السنين بهذه الساعة؛ لتتجلى فيها قداسة : “خيركم خيركم لأهله”؛  فيها يتجاذبان أطراف الحديث في هدأة الصباح؛ حتى وإن شعرت أنه غاضب منها؛ فإنه يكظم غيظه؛ دون أن يتفّوه بكلمة تحزنها.

وكأن الذكريات فيضانات لا تتوقف؛ نحترم “دقيقة” صمتها؛ ثم تستعيد صوتها لتقول: “فادي من المستحيل أن يتناول أي مشروب بمفرده؛ يبادر بكل تواضع لتحضيره لرفاقه في الجامعة؛ وفي العامين الأخيرين صار مسؤولاً عن إعداد الشاي للضيوف قبل وصولهم؛ إنه ألذ شاي أتذوقه في حياتي لا سيما حين كان يقطف النعناع من الإصيص”.

وثمة عادة أخرى؛ أنهما في منتصف الأسبوع يذهبان مساء إلى مطعم يمني يجاور عشهما؛ من أجل احتساء “الشاي العدني” مختلف النكهة؛ مع أصدقائهما المقربين؛ أما يوم العطلة الرسمية فيخصصه كاملاً للعائلة ليقضوه في الحدائق أو المولات؛ وعلى الأغلب يخرجون لزيارة معارفهم؛ فهو من النوع الذي لا يحب التأخر عن أي مناسبة.

كان وجه الدمعة في عينيها صافياً كالقمر؛ لتفضي بالمزيد: “أتعرفين ما أكثر جملة كررها كل يوم: “كل ما يهمني أن تكوني سعيدة”؛ في بداية الشتاء ذهبنا إلى “جزيرة لينكاوي”؛ طوال الرحلة طلب مني التنزه والتقاط الصور؛ أما هو فقد تعبت يداه من حمل ابننا محمد وما تأفف”.

(هل من شيء فضلّت أن تحتفظي به لنفسك دون أن تخبريه به؟)؛ أومأت بــ “نعم” وكأن الجواب مُخبأ في ركن من الروح: “لطالما شعرتُ أني أعيش مع إنسان من أهل الجنة؛ لم أخبره يوماً بذلك مع أني كنت أحب امتداحه؛ ولكن في قلبي رددتها مرات؛ وكلما أغضبته قلت في داخلي: “كل العلامات تشير إلى أن الله راض عنه؛ لن أحزنه ولو بدون قصد”.

كان باراً بوالديه؛ في كل مشروع أو بحث يتصل بهما طالباً الدعاء والرضا؛ هو أيضاً أب ذو حنان فائق؛ كلما رزق ببنت شكر الله فرحاً بعطيته :”لقد فتح الله علينا باباً من أبواب الجنة”؛ ولم تكن فرحته مختلفة حين رزق بالولد؛ تفتح إيناس هذه الصفحة: “كان يخاف على ابنتنا البكر دعاء كثيرا؛ حتى أن أصحابه كانوا يضحكون منه كلما رأوا فزعه إذا ما بكت؛ أما في مسألة العلم فقد أولى اهتماماً “خيالياً” لإلحاقها بأكبر عدد من الدورات؛ يسارع إلى تسجيلها مع أسيل في الفعاليات الثقافية والترفيهية؛ ناهيك عن مركز لتحفيظ القرآن.

مشاهد الوداع

سكتت “الأسئلة”؛ وتركت مراسلة “ميم” زمام الحديث لها: “كانت إلى جانبي “صديقة جزائرية” قُتل زوجها قبل 25 عاما؛ شدتني المرأة من يدي وقالت: “إيناس أعدكِ أنك ستلقي نظرة الوداع على زوجك وحينها ستبرد نار قلبك؛ لن يحدث معك ما مررت به يوماً حين حرموني من رؤية زوجي؛ حتى قبره لا أعرف أين”.

سارت الاثنتان من طريق خلفي حتى وصلتا إلى مكان فادي؛ كان جسده مغطى بملاءة بيضاء؛ ما استطاعت أن ترى سوى  رأسه من الخلف؛ تحاول أن تحافظ على تماسك نبرتها هنا: “عدت إلى البيت فإذ به ممتلئ بمن نعرفه ومن لا نعرفه؛ أخذت أدعو الله بأسمائه الحسنى؛ فلهج قلبي : “يا الله يا قوي يا جبار يا صبور يا وكيل؛ كن معي”؛ وحينها أدركت أن أطفالي صاروا أيتاماً؛ وأدركت عظم الأمانة الملقاة على عاتقي وتذكرت آية “وكان أبوهما صالحا”؛  أقسمت بالله العلي العظيم للنساء اللواتي جضرن لتقديم واجب العزاء أن فادي في الفردوس الأعلى إن شاء الله؛ وأن الله لن يضيعني أنا وأبنائي؛ وأننا في رعايته وحفظه”.

 لم تكن إيناس رفيقة للدرب عبثاً؛ فقد عملت بوصية على شكل “منشور” كان هو الأخير لفادي؛ على صفحته الشخصية في (فيس بوك): “ تُنقص أجر صبرك مقابل كلماتٍ من المواساة لن تسد جوع روحك أبداً”؛ كان كل همها كيف ستبلغ عائلة فادي بالخبر؛ تفكر ماذا سيحل بأمه حين تعرف وهي التي لم تكحل عينها برؤياه منذ سافر قبل سبع سنوات؛ هي من أنجبت أربعة أبناء وحسب؛ لكن والد فادي كان له دور جميل في ثباتها حين اتصل بها يشد من أزرها.

في اليوم التالي؛ ذهبت إيناس لرؤيته ومُنعت من لمسه وفقاً للإجراءات الأمنية؛ أما في اليوم الثالث كان الأمر مختلفاً؛ تصف ذلك المشهد: “هذه المرة أمسكت به؛ تأملته جيداً؛ وجهه كله ضياء؛ ابتسامته واضحة جدا؛ وكرامات الله تتجلى فيه حتى نرضى؛ وعدته أن أحافظ على أبنائه بالسير على نهجه؛ راحة كبيرة استقرت في قلبي حين وضعتُ يدي تحت رأسه ليفوح المسك في ثيابي؛ وعَبقه تغلغل في معصمي؛ هنا فقط تعلن حاسة الشم حالة الاستنفار”.

إنها المحطة الأخيرة في ماليزيا؛ لململت إيناس كل الماضي؛ الدروع والصور والشهادات كلها إنجازات لا تحصى لأطيب إنسان عرفته في حياتها؛ مع كل نَفسٍ خرج منه كان يوزع الحب بلا حساب؛ جمعت الكثير من كروت المعايدة التي كتبها بخط اليد لها؛ فقد كان “العالِم” المُفعم بالود مولعاً بهواية كهذه؛ في كل المناسبات يكتب التهاني لكل من يعرفهم ويرفقها مع الهدايا؛ وهل مثله يُنسى!.

حقق الرجل العديد من الأحلام؛ ولكن أحلاماً كثيرة كانت في انتظاره؛ مثل الحصول على “براءة اختراع” وأن يصبح بروفيسورا؛ وأهداف على مستويات أخرى؛ متسلحاً بآية:(إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا).

غرقت إيناس في بحر الحيرة حول أصعب قرار اتخذته في حياتها؛ وما أسعفها سوى الاستخارة؛ إما أن يُدفن فادي في ماليزيا وتتركه عائدة إلى غزة ولا تتمكن من العودة لزيارة ضريحه وهذا ما لن تطيقه؛ أو أن تسافر بجثمانه إلى غزة؛ وبقلب شجاع اختارت “الثاني”.

تختم حديثها برحلة الجو والبر: “حين عبرت الطائرة التي تحمل التابوت بين السحاب؛ أردت أن أجهش بالبكاء؛ وما منعني إلا ابنتي دعاء؛ التي أخذت ترجوني باكية أن آكل ولو لقمة من الوجبة التي أحضرتها “مضيفة الطيران”؛ تناولت ملعقة من الأرز كي أطمئنها أني بخير؛ لقد شعرت دعاء أن أمها تخفي عنها أمراً جللا”.

من مطار القاهرة استقلت سيارة متجهة إلى غزة؛ ووُضع الصندوق في الخلف بعناية؛ وكلما نام الأطفال استدارت وراءها وانهمرت دموعها كالمطر.. لكم أن تتخيلوا فداحة الألم.

تختم حديثاً طويلاً يمشاعر امرأة محبة لزوج نادر: “طيلة الطريق مكثت أفكر؛ لو أن في الصندوق إنسانا كافرا لا أعرفه لم أكن لأتحمل؛ فكيف بزوجي ووالد أبنائي وحب حياتي؛ لكن الله كان إلى جانبي؛ منحني قوة عجيبة؛ وللمرة الرابعة والأخيرة أودعه مع أمه وأبيه في وطنه الحبيب؛ في بيته الأول؛ وما بهتت الابتسامة وما ذهب المسك؛ قبل أن تشيعه الألوف إلى مثواه الأخير”.