توضح التقارير صادرة عن إدارة التخطيط والبحوث في الشرطة الفلسطينية في الضفة المحتلة أن نسبة محاولات الانتحار في الضفة الغربية قد سجّلت ارتفاعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، وأن نسبة الفتيات اللواتي يحاولن الانتحار أكثر من نسبة الشباب، الأمر الذي بات يقلق الكثير من المسئولين حول الدوافع الحقيقة وراء هذا الأمر. فبينما يعزوا مراقبين هذا الأمر إلي حالة الضغط الاجتماعي والاقتصادي، يرى آخرون أن الأسباب الكامنة وراء ذلك هي غياب الوازع الديني ومحاولة الهروب من الواقع خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ في نسبة البطالة والفقر في مدن الضفة المحتلة. [title]الأرقام توضح[/title] وتشير التقارير الصادرة عن إدارة التخطيط والبحوث في شرطة رام الله إلي أن نحو عدد القضايا المسجلة في الشرطة لعام 2011 بلغت (345) قضية محاولة انتحار نتج عنها 12 حالة وفاة بارتفاع ملحوظ عن العام 2009 حيث سجلت الشرطة( 312) قضية محاولة انتحار نتج عنها وفاة 8 حالات، أما العام 2008 سجلت الشرطة فيه (204) محاولات انتحار نتج عنها وفاة 12 حالة. [title]حالات الانتحار الأخيرة[/title] ففي محافظة طولكرم وقعت حالتي انتحار خلال يومين، فبعد العثور على شاب يبلغ الـ 26 مشنوقا في غرفته ببلدة دير الغصون السبت الماضي، عثر اليوم على فتى مشنوقا في منزله ببلدة باقة الشرقية شمال طولكرم. مصادر طبية قالت لمراسل " فلسطين الآن" إن الشاب عادل مسعود جميل جابر ( 17 عاما) :"عثر عليه مشنوقا بمروحة داخل منزله في باقة الشرقية، وأن أفراد عائلته عثروا عليه وهو في الرمق الأخير قبل نقله لمستشفى ثابت الحكومي حيث فارق الحياة هناك". وكانت طولكرم شهدت السبت الماضي حالة انتحار أخرى عندما عثر على شاب يبلغ من العمر ( 26 عاما) من بلدة دير الغصون شمال طولكرم مشنوقا داخل غرفته قبل أذان المغرب بدقائق، دون أن تتضح الأسباب. وفي سياق آخر لقيت فتاة ( 18 عاما) من طولكرم مصرعها مساء أمس الأحد على يد والدها الذي طعنها عدة طعنات قاتلة بسكين، ونقلت إلى المستشفى وهي مصابة قبل أن تفارق الحياة متأثرة بجراحها، يذكر أن الفتاة المغدورة أنهت الثانوية العامة هذا العام بنجاح قبل أن يقدم والدها على قتلها أثر مشادة كلامية وقعت بينهم حسب شهود عيان. وقبل نحو أسبوع تحدثت تقارير إعلامية عن انتحار المسئول في السلطة الفلسطينية أسامة منصور وذلك بعد اتهامات وجهت له ببيع أراضي للعدو الصهيوني. [title]الأسباب الحقيقة للانتحار[/title] أما خبراء علم الاجتماع فيعزون ظاهرة الانتحار لسبب رئيس هو ضعف الإيمان والشخصية، ومعظم الشاب أصبح عندما يواجه مشكلة ما ولا يقدر على مواجهتها، يعتبر الأمر نهاية المطاف وبالتالي يلجأ للانتحار. ويضيف خبراء أن هناك بعض الشخصيات مبنية على بعض المفاهيم المادية، وفي ضوء الظروف المادية الضاغطة لا يستطيعون إشباع حاجاتهم. الأمر الذي يدفع بهم للشعور بالفشل والاكتئاب ومن ثم محاولة الهروب من المشكلة عبر الانتحار.