اتركوا غزة تطحن الزلط، اتركوها تلوك تحت أسنانها لحم محاصرها، اتركوها يا قيادة تاريخية تتحمل مسئوليتها، اتركوا 2 مليون فلسطيني يحددون معالم المستقبل، ويرسمون أحلام الوطن فلسطين على نسائم الصباح، اتركوا غزة تشق طريقها، وتعلن براءتها من الهزائم، اتركوها تعلن تحررها، وتنطلق في اتجاه تحرير كل فلسطين. اتركوا غزة يا قيادة تاريخية، وفكروا بأرض الضفة الغربية التي حكمتموها بحديد الجنرال دايتون، ونار المخابرات الإسرائيلية، اتركوا غزة، وأهيلوا السكن على رأس كل فلسطيني يحرس الطرق الالتفافية للغاصبين، ويعتقل المقاومين، ويبني بيده الفلسطينية البشعة بيوت المستوطنين، وارجموا بالحجارة كل من أسهم في التوقيع على اتفاقية أوسلو، الاتفاقية التي تركت مناطق (ج) في الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة، واعتبرتها مناطق متنازع عليها، فهل تعرفون مساحة المنطقة (ج) يا شيوخ أوسلو؟ إن مساحة المنطقة (ج) التي تركتموها تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة حتى يومنا هذا، المساحة تبلغ 62% من مساحة الضفة الغربية!. بعد هذا العار، ما شأنكم وغزة التي تحررت بقوة السلاح؟ لماذا تحاصرونها بشياطين الكلام، وأنتم تبصرون بأم أعينكم قطعان المستوطنين يتوغلون في أراضي الضفة الغربية، يغتصبونها أمام أعينكم، وترون الجيش الإسرائيلي وهو يقتل الفلسطينيين بأم أعينكم، وترونه يأسر الفلسطينيين، ويجرح الأطفال، ويهدم البيوت بأم أعينكم، ولا تحركون ساكناً؟ اتركوا غزة، وراجعوا سياستكم التي سحقت المنطقة (ج) من الضفة الغربية، المنطقة التي انخفض فيها عدد الفلسطينيين حتى صاروا بفضل التنسيق الأمني 150 ألف فلسطيني فقط، وتزايد فيها عدد اليهود حتى صاروا في منطقة (ج) 300 ألف يهودي؟ اتركوا غزة، وأوقفوا التحريض على مقاوميها، واسألوا أنفسكم، كيف صار عدد المستوطنين في الضفة الغربية 700 ألف مستوطن هذا العام، بينما كان عدد المستوطنين مع التوقيع على اتفاقية أوسلو 100 ألف مستوطن فقط؟ فأيكم هو القائد الفذ الذي شجع الاستيطان، وأعطى للمستوطنين الأمان حتى تضاعف عددهم سبع مرات؟. اتركوا غزة، وتدبروا أمركم مع التقرير الذي طلبه "نتانياهو" وأعده اليهودي "ليفي" والقائل: إن الضفة الغربية ليست أرضا محتلة، والاستيطان اليهودي فيها قانوني؟ ماذا سيكون ردكم؟ أم أنكم ستقولون كعادتكم: إن خيارنا الوحيد على تقرير "ليفي" هو المفاوضات، ثم المفاوضات، وسنحرر غزة من قوى الظلام، كي نستأنف المفاوضات!.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.