لا أعلم كيف سيصوم حكام سوريا واليمن وليبيا وغيرهم خلال هذا الشهر وهم مفطرون صبح مساء على دماء أبناء شعبهم؟ كيف سيصومون وهم غير قادرين على تمييز الخيط الأبيض من الأسود من فجر الحرية والكرامة واحترام الإنسانية؟ كيف سيصومون وهم المنتهكون لدماء وأعراض المتظاهرين لا لذنب اقترفوه سوى أنهم طالبوا بحقهم؟ كيف سيصلون بالناس أئمة؟ وهل سيسمحون للناس بالسجود لله عز وجل بعد أن سجدوا لصورهم؟ كيف سيصوم الرؤساء والحكام بعد أن نصبوا أنفسهم مكان الله عز وجل – أو ربما يظنون أنهم أقوى منه-؟ هل سيكون صوم هذا العام على طريقتهم الخاصة التي لا ندري كنهها؟ لماذا يستكثر علينا هؤلاء الحكام أن نفطر على الحرية والانعتاق من رقهم؟ ألم يكفيهم صومنا عن كرامتنا وعن حقوقنا كل هذا الوقت من الزمن؟ إن ما يحدث في الوطن العربي يؤكد أن زمان الصوم عن الحقوق انتهى وأن الشباب قرروا وأرادوا فأعانهم الله وكان معهم فانتفضوا بشكل أذهل الدنيا وغير المفاهيم السائدة عنا كشباب عربي فأصبحنا محل احترام الجميع وتقديرهم. أعتقد أن الرسالة إلى هؤلاء القتلة أضحت واضحة اليوم أكثر من أي وقت مضى … استفيدوا من هذا الشهر الفضيل الذي تصفد فيه الشياطين -إلا إن كنتم ألعن منهم- وصوموا عن دمائنا علنا تأخذنا بكم رحمة عندما نتولى زمام الأمور وهو أمر حاصل لا محالة، واعلموا أننا مع بداية شهر الصوم قررنا الإفطار كل يوم على كرامة وعزة وحرية فما أجمله من إفطار.