12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
17.2°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة17.2°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: متى ستضحك وجوهنا للرغيف السخن؟

على الأغلب الأعم فإن العرب طابعهم الخشونة والرزانة، باستثناء شعب أو شعبين يمتازون بخفة الدم ورقة الطباع والغنج كخرزة زرقاء ترد عنا العين والسمعة السيئة في لوحة الغلظة العربية الممتدة. أهي أوضاعنا الحياتية القاسية التي طبعت أخلاقنا ومحيانا بالقسوة والتجهم؟ وإذا كان المال والأعمال هما فقط ما يرسم البسمة على الوجوه فلماذا أثبتت الدراسات أن الشعوب العربية الثرية هي الأكثر كسلا ومرضا؟! وكثير من دول العالم كانت تعاني ما نعانيه من الفقر والحرب ولكنها وجدت في نفسها رغبة في الحياة السعيدة، وأن يكون غدها أفضل من أمسها ويومها، بل إن الشعوب الأوروبية تحديدا تجعل من السعادة سببا أساسيا في الحياة الطيبة التي يجب توفيرها للإنسان كجزء من حقوقه الأساسية، فقد خلص تقرير السعادة العالمي World Happiness Report الصادر عن مؤسسة الأرض the Earth Institute بالتعاون مع جامعة كولمبيا إلى أهمية السعادة في تحسين حياة الإنسان ووجوب عناية الدول والحكومات بها، وتم تصنيف الدول بحسب توفيرها لأسباب السعادة، وجاء العرب كالعادة في ذيل القائمة. وأكد التقرير أن الغنى ليس فقط السبب الرئيسي للسعادة، وأن هناك عوامل أخرى كالتنمية والقضاء على الفقر والحفاظ على البيئة والإدماج الاجتماعي والحكومة الديمقراطية والحرية، والقيم والدين والصحة النفسية والجسدية والتعليم ونوعية العمل. وجاء في التقرير أن 68% من المستطلعين في العالم قالوا إن الدين يشكل شيئا مهما في حياتهم، وأنه سبب للسعادة، ويساعد على تجاوز الأزمات، في واقعنا العربي قد يبدو الأمر مثيرا للسخرية. ففي الوقت الذي لا تبدو فيه حياة المواطنين نفسها ذات أهمية، يبدو تحقيق السعادة فضلة وترفا ورفاهية لا يحصلها إلا من يملك ثمنها!! فحكامنا يرون الحياة فقط دون نوعيتها منة ومكرمة يعطونها لمن شاؤوا ويسلبونها ممن لا ينالون الرضى! ولو طبقنا معايير الدراسة وتوفرها في بلادنا لأدركنا أننا نستحق درجة التعاسة والشقاء بامتياز، ولو عرفنا فيكتور هيجو لكتب في البؤس العربي ملحمة فاقت كل بؤسائه الفرنسيين، فهل نؤجل أحلامنا بالسعادة في الدنيا كسلا وجبنا لقلة حيلتنا إلى الآخرة؟! ألم يقل ابن تيمية إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة؟ الدنيا دار إعمار وبناء لإقامة شرع الله، فالحرية والعدالة من أعمدة حكم الإسلام، وهذه لا تأتي إلا بخير وسعادة، وصدق علي بن أبي طالب رضي الله عنها عندما قال: «الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار غنا لمن تزود منها، ودار نجاة لمن فهم عنها، فهي مهبط وحي الله، ومصلى أنبياء الله، ومتجر أولياء الله، ربحوا فيها الرحمة واكتسبوا فيها الجنة». لا يمكن أن نؤجل حياتنا للآخرة فقط ونعيش دنيانا بنفسية القبوريين، بل نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا، ونتخذ منها مزرعة للآخرة وباباً للعبور إلى السعادة الحقة وقرة العين التي لا تنفد، وقال عنها الإمام ابن حنبل عندما سئل: «متى يجد العبد طعم الراحة فأجاب: عند أول قدم يضعها في الجنة». بمعايير الشعوب المتحضرة نحن بائسون، فهل يستمر حالنا على ما هو عليه؟ وهل يكون الدين والقيم هما الرافعة للعمل والتغيير، فيكون صلاح الدنيا جزءا من صلاح الدين؟ على هذه الأرض ما يستحق الحياة بسعادة أسعد الله قلوبكم وكل عام وأنتم بخير