حكاية كان الظن انها ستنتهي لكنها تستمر وتستمر وكل يوم لها فيه جانب لم يكن في اي وقت غير اضافات من الدم وهو يسيل الان اكثر ولما يجف قليل منه سرعان ما يعود طريا والحال هو نفسه قول الشاعر: موطني ، لكني به كلما داويت جرحا سال جرح.
وليس فلسطين التي تنزف فقط، وغزة الان تحت النار وهي بذات الحال منذ اغتصبت اول مرة ويشتد الان اكثر، وقد اعلن عباس امس التحضير للاحتفالات بذكرى اعلان استقلال الدولة الفلسطينية، واضاف انه سيفرض المزيد من العقوبات على اهل غزة وذلك من ضمن مراسم احتفالات الاستقلال لطبيعة عباس.
شهداء بالجملة وغزة لا تهدأ، وفي رام الله يحمي جنود الاحتلال مقر المقاطعة ولا يستطيع فلسطيني فيها التحرك لنصرة اهلهم الغزيين، وحدهم شباب حي العيسوية خرجوا للتضامن فاقتحم اليهود الحي وامطروه بالرصاص.
ورغم كل الدم وكل الخذلان تنتصر غزة وهي ترسل صواريخها للمستوطنات وتقتل جنودا وضباطا من قوات العدو وعندما تزرع الرعب في قلوب المستوطنين وصافرات الانذار عندهم لا تهدأ.
اما عرب الردة فما عادوا مهتمين ولا يعنيهم الامر، واكثر من ذلك يهاتفون نتنياهو للتضامن معه والاطمئنان على اقرانهم اليهود. والحال قتل وتجويع وهو في اليمن الان اكثر ويبارك نتنياهو لنظرائه في الحرب عليها، ويرد بالمثل بتقديم كافة اشكال الدعم.
لم تعد السياسة مهمة ولا أي مشروع فيها وصفقة القرن اكذوبة لتكريس الذبح والنهب، فمن المعني بأي حل اصلا طالما الاسهل المزيد من اطلاق النار لقتل عرب لم يعد مهما إن هم من الفلسطينيين او غيرهم في اي مكان.
ووحدهم ابناء المقاومة الاسلامية والوطنية في فلسطين ولبنان وكل مكان يبقون الامل وهو يرفض الموت والاستسلام رغم كل التكالب وهم لم يسقطوا سابقا كما لم يسقطوا الان ايضا.
