تدفق عشرات الآلاف من المواطنين منذ ظهر الثلاثاء إلى المسجد الأقصى من داخل مدن وقرى الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 , لإحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان , حيث تشهد البلدة القديمة في القدس المحتلة اختناقات وازدحامات كبيرة تمتد حتى ضواحيها . وأغلقت شرطة الاحتلال محيط البلدة القديمة وأحياء القدس المتاخمة للبلدة وسمحت فقط لحافلات النقل العام بالدخول لتنزيل المصلين، في حين تشهد شوارع وطرقات القدس خارج وداخل أسوار المدينة حركة نشطة جدا وحشودات كبيرة من المصلين وعائلاتهم. وكانت قوات الاحتلال أغلقت معبر قلنديا شمال القدس المحتلة، وهو المعبر الرئيسي الذي يسلكه مواطنو محافظات الضفة الغربية، وحولت مسار المركبات والحافلات إلى منطقة جبع ومعبر حزما، إلا أنها وبعد ضغط المركبات وحشود المواطنين اضطرت قوات الاحتلال إلى إعادة فتح المعبر. وفي هذا الإطار، أعلنت قوات الاحتلال أنها ستطبق ذات الشروط التي تطبق على دخول المواطنين أيام الجمع في شهر رمضان المبارك، في ليلة القدر يوم الثلاثاء. وبموجب ذلك ستمنع قوات الاحتلال دخول المواطنين من محافظات الضفة الغربية ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من دخول القدس والتوجه إلى المسجد الأقصى للتعبد وإحياء ليلة القدر، فيما ستسمح للنساء وللأطفال حتى سن 12 عاما بدخول القدس. كما أعلنت قوات الاحتلال أنها ستنشر الآلاف من عناصرها ومن حرس الحدود في المدينة المقدسة وخاصة في بلدتها القديمة وفي الشوارع والطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى وستنصب المتاريس الشرطية على بوابات القدس القديمة وعلى البوابات الخارجية للمسجد الأقصى، وستغلق كافة الأحياء والشوارع والطرقات المتاخمة لأسوار البلدة القديمة. ورغم ذلك يواصل العشرات بل المئات من المواطنين سواء من القدس المحتلة أو داخل الأراضي المحتلة عام 48 اعتكافهم في المسجد الأقصى المبارك ضمن إحياء الليالي العشر الأواخر من رمضان. من جانبها أنهت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة استعدادات كبيرة لاستقبال الوافدين إلى المسجد الأقصى المبارك , حيث استكملت اتصالاتها ولقاءاتها مع قادة المجموعات الكشفية المقدسية التي تشرف عناصرها على حفظ النظام في المسجد الأقصى جنيا إلى جنب حراس وسدنة المسجد المبارك. كما انتهت استعدادات لجان الإسعاف الأولي واللجان الصحية والطبية العاملة في الأقصى، وانتهى التجهيز من قبل المؤسسات والجمعيات التي تعتزم تقديم آلاف وجبات الإفطار للصائمين الوافدين إلى المسجد، وطلبت منها زيادتها نظرا للأعداد الكبيرة المتوقع تدفقها على المسجد المبارك. وتحاول قوت الاحتلال بكل الوسائل كبح جماح الزحف الفلسطيني، متخفية وراء إعلان تسهيلات مزعومة للمصلين. في حين تشهد أسواق القدس التاريخية في البلدة القديمة حركة تجارية نشطة وسط دعوات للمواطنين بمقاطعة أسواق الاحتلال والتركيز على الأسواق الفلسطينية في القدس .