ما أن تطأ قدمك لأسواق قطاع غزة، حتى ترى آثار التلوث واضحة بين جنبات تلك الأسواق وعلى مشارفها ومداخلها الرئيسة بما يؤثر على المواطنين والزوار لتلك الأسواق. وعلى عتبات عيد الفطر السعيد، وبعد الانتهاء من شهر رمضان الذي يشتري الغزيين فيه أصنافًا كثيرة من الطعام والشراب ويلقونها في الشوارع، تنتشر آثار التلوث بشكل واضح في الطرقات والشوارع الرئيسة سيما الأسواق. ويستقبل الغزيون عيد الفطر الحالي بمزيد من التلوث الذي يجتاح شوارع القطاع وأزقته بشكل متزايد عن الأعوام والمواسم السابقة. ويشتكي الغزي أحمد عفانة لـ[color=blue]"فلسطين الآن"[/color] من انتشار القمامة في سوق الشاطئ بالمخيم غرب غزة، مبينًا أنّ مياه الصرف الصحي تطفو على باطن الأرض في منتصف السوق بما يُذهب رغبة المواطنين في التسوق والشراء. ويحدث ذلك الأمر –حسب عفانة- بشكل متكرر وشبه يومي، "ودائما نناشد البلديات المختصة بإنهاء تلك المشكلة لكن لا أحد يهتم بمعاناة المواطنين". [title]كومة نفايات[/title] ولا يختلف الحال بالنسبة لسوق الشيخ رضوان للخضروات والفواكه الذي أصبحت بوابة الدخول إليه "كومة من النفايات ومخرجات الصرف الصحي" التي تنتشر بين محلات الخضار واللحوم بما يُشّكل مكرهة صحية بالنسبة للمواطنين والبائعين. ويقول أبو أحمد –أحد بائعي اللحوم المجمدة في السوق- إنّ ذلك المشهد اعتدنا على رؤيته بشكل شبه يومي، "لكن هناك تذمر واضح من هذه المشكلة التي لا يوجد لها أي حل". ويوضح لـ[color=blue]"فلسطين الآن"[/color] أنّ البلديات المختصة تصم آذانها عن معاناة المواطنين فيما يتعلق بالنظافة وإصلاح مشاكل الصرف الصحي والقمامة المتزايدة، مشيرًا إلى أنّ عدد عمال النظافة في السوق ضئيل جدًا ولا يتناسب مع حجم السوق والقمامة التي تخرج منه. [title]لا تؤدي دورها[/title] وتختص بلديات قطاع غزة بالمحافظة على شوارع القطاع ومشاكل الصرف الصحي ومتابعة عمال النظافة، لكنّها وفق –أبو أحمد- لا تقوم بدورها على أكمل وجه لتحسين الحياة في الأسواق والتخفيف من معاناة المواطنين. وقالت إدارة الصحة والبيئة في بلدية غزة إنّ طواقمها تمكنوا من جمع 34 ألف طن من النفايات الصلبة من أنحاء مدينة غزة خلال شهري ابريل ومايو الماضيين، إضافة إلى معالجة 23 ألف طن من النفايات الصلبة من محافظتي غزة و شمال غزة و وكالة الغوث. وأوضحت في تقرير صدر عنها أنها تمكنت أيضاً من جمع 2400 طن من مخلفات كنس الشوارع ومخلفات البناء ومن ثم ترحيلها إلى مكب النفايات الصلبة بجحر الديك وسط قطاع غزة. وذكرت في تقريرها أن الإدارة عالجت أكثر من 200 شكوى للمواطنين تتعلق بالمكارة الصحية وحشرة البعوض، وأجرت ما يقارب 160 عينة من المياه التي توزع على المواطنين، تم أخذها من آبار المياه و شبكات المياه العامة، ومحطات التحلية ومحطات توزيع المياه المحلاة التي تباع للمواطنين في مدينة غزة و من ثم التأكد من سلامتها. لكنّ أغلب المواطنين يشتكون من قلة النظافة في الأسواق التي من المفترض أن تشهد حالة أكبر من النظافة مع استقبال عيد الفطر السعيد، عازين السبب الأول في ذلك إلى قلة عدد عمال النظافة وعدم اكتراث البلديات بمعاناة المواطنين ومتابعتها لما يجري من مشاكل يومية بشكل فعلي.