كشف مندوب منظمة حقوقية معروفة عن قيام عناصر من أجهزة الضفة بتنفيذ أعمال تعذيب وحشية ضد معتقلين من حركة حماس في سجن الوقائي في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية. وقال لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" إنه حصل على صور لأجساد معتقلين وقد ظهر عليها آثار تعذيب عنيفة، لا سيما على منطقة الظهر والأقدام، مشيراً إلى أنهم تعرضوا للشبح من خلال ربط أيديهم لأعلى وتركهم لساعات طويلة مرفوعين عن الأرض، وكذلك الضرب المبرح على مختلف أنحاء الجسد. ونُقل عن معتقلين أفرج عنهم مؤخراً من مقر وقائي طوباس أنه كان يتم شبحهم ليومين متواصلين ولم يكن يسمح لهم بالنوم، ويوضعون في زنازين دون أغطية، كما كان يتم ربطهم عند الشبح بقطعة قماش وليس بالحديد أو البلاستيك حتى لا يبقى أي أثر مادي للتعذيب. [title]سنان أبو عياش[/title] وفي نابلس أيصا، يتعرض الأسير القسامي المحرر "سنان أبو عياش" إلى نوبات عصبية نتيجة عمليات التعذيب التي تعرض لها على يد محققي الأمن الوقائي في مدينة نابلس قبل أسبوعين. وفي معلومات تواردت لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]"، فإن عائلته أكدت أن وعكة صحية ألمت بنجلها خلال عمليات التعذيب التي مورست ضده على يد عناصر الوقائي، حيث أصيب بحالة عصبية وفقدان للوعي تم نقله على إثرها إلى الخدمات الطبية التي رفضت استقباله، ما إضطر الوقائي للإفراج عنه ليتم معالجته على حساب عائلته. وعلى الرغم من حالة الصحية السيئة للمحرر أبو عياش التي لازال يعاني من تشنجات في أطرافه، فقد قام الأمن الوقائي بتسليمه طلبات استدعاء عدة مرات للمقابلة في مقره الكائن في جبل الطور. يشار الى أن القسامي أبو عياش قضى سبع سنوات في سجون الإحتلال، حيث تم اعتقاله العام 2002 بعد فترة مطاردة من قبل الإحتلال، كما تعرض خلال اعتقاله الى إصابة في منطقة الرأس. [title]اعتقالات واستدعاءات[/title] من جهة أخرى، شهدت عمليات الاعتقال والاستدعاء التي تنفذها أجهزة الضفة في صفوف أنصار حركة "حماس" في الضفة الغربية تصعيداً لافتاً للنظر في الأيام الأخيرة من شهر رمضان. واستبقت أجهزة االضفة حلول عيد الفطر المبارك باعتقال ستةٍ من أنصار الحركة، أطلقت سراح غالبيتهم دون أن تطلق العنان لحريات المواطنين. ففي نابلس، اعتقل جهاز الوقائي الشاب صهيب سبتي دويكات من سكان الضاحية بعد مداهمة مكان عمله في المدينة، وهو معتقل سابق لدى الإحتلال ومعتقلٌ سياسيٌ سابقاً لدى أجهزة الضفة. كما اعتقل ذات الجهاز في نابلس أيضاً المدرب جمال الزبيدي من المدينة بعد مداهمة مكان عمله وهو أسير محرر ومعتقل سابق لعدة مرات لدى أجهزة الضفة، وقد تم الإفراج عنه بعد يومٍ من اعتقاله. أما في الخليل، فللمرة التاسعة اعتقل جهاز "المخابرات العامة" أسامة شاهين من بيته واعتقل ابن عمه جمال شاهين وهو أسير محررر أمضى 19 عاماً في سجون الاحتلال، واعتقل جمال الدرابيع وثلاثتهم من بلدة امريش قرب دورا جنوب الخليل. كما اعتقلت المخابرات في بيت لحم عبد الرحمن الشواورة من قرية الشواورة بعد استدعائه للمقابلة، علماً أنه زوج المحامية والناشطة الحقوقية تهاني عمارنة. جهاز الوقائي بدوره اقتحم منزل أحد أبناء الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت وعبث بمحتوياته. وقال نشطاءٌ طلابيون أن محاولة اعتقال الطالب في كلية الهندسة سامر المصري هي خرق واضح للاتفاقيات الموقعة وللضمانات المقدمة بعدم ملاحقة أبناء الجامعات على خلفية نشاطهم السياسي والنقابي. يذكر أن المصري قد اعتقل لدى جميع أجهزة الضفة لقرابة العام وهو أسير محرر أفرج عنه حديثا من سجون الاحتلال بعد قضائه 11 شهراً، وأمضى إلى الآن 7 سنوات في الجامعة بسبب اعتقالات أجهزة الضفة له. [title]باب دوار[/title] وإلى جانب أجهزة أمن الضفة واصلت قوات الاحتلال استهداف المعتقلين السياسيين الذين يتم إطلاق سراحهم ضمن ما يعرف بسياسة "الباب الدوار" القائمة على تبادل الأدوار بين أجهزة أمن الضفة وقوات الاحتلال. فقد اعتقلت قوات الاحتلال القيادي في حركة حماس جمال داود بعد محاصرة منزله في شارع جلجوليه بمدينة قلقيلية، وهو معتقلٌ سياسيٌ سابقٌ عدة مراتٍ لدى أجهزة الضفة. واعتقلت أيضاً مصعب الهور من صوريف بعد استدعائه للمقابله في معسكر عصيون، وهو أسيرٌ محررٌ ومعتقلٌ سياسيٌ سابقٌ لدى أجهزة الضفة، أمضى أكثر من عامٍ في سجونها.