31.12°القدس
30.88°رام الله
29.97°الخليل
32.43°غزة
31.12° القدس
رام الله30.88°
الخليل29.97°
غزة32.43°
الإثنين 07 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.35

خبر: "الكعك" حلوى تأبى الاندثار

تتزين أيام عيد الفطر بالذات بكعك العيد، الذي يعتبر من السمات المميزة للشعب الفلسطيني، حيث تعود الفلسطينيون على صناعة هذه الحلوى اللذيذة التي يشتهي تناولها الصغار قبل الكبار، ويبدأ إعداده في غالب الأحيان في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك. ففي هذه الأيام ترى النساء فرادًا وجماعات يجتمعّن في السهرات الرمضانية للبدء في تصنيع كعك العيد، فأصبح الأمر تراث من تراث شعبنا الفلسطيني، لأنهن يعتبرن أنه من غير المعقول أن يأتي الأهل والأحباب والأصدقاء للمعايدة في أيام العيد دون تقديم كعك العيد للضيوف. موقع "فلسطين الآن" وفي حديثه مع العديد من السيدات الغزيات تعرف على مدى أهمية الكعك في ضيافة العيد بالنسبة لهم، على الرغم من اختلاف عادات صناعتها لدى الكثيرين بسبب أعباء الحياة وتوفر الكعك والمعمول في المخابز ومؤسسات تقوم عليها سيدات متخصصات في صناعته وبأسعار مغرية، وفي المقابل يحرص البعض على صناعته في منازلهم لما له من بعد اجتماعي واثر نفسي في لمة العائلة، كما يقولون. [title] نساء وكعك العيد:[/title] فتقول أم حسين، إنها بدأت باكتساب خبرة صناعة كعك العيد منذ سنوات عديدة، مشيرة إلى أنها تقوم بصناعته من الدرجة الأولى من اجل أولادها حتى لا ينظروا إلى الآخرين ويحسون أنهم أقل من الناس في هذا اليوم الذي لا يأتي إلا مرة واحدة في العام. وتضيف: الكعك هو طعم ورائحة، شأنه كشأن الحلوى المختلفة، لافتة إلى أن الكعك عبارة عن عجينة معينة مضاف إليها عدة حبوب تعطيها نكهة وطعم خاص، و"تحشى" هذه العجينة بالعجوة "التمر المطحون"، أما المعمول فيمكن أن "يحشى" بالمكسرات أيضاً. من جانبها قالت أم محمد، إنها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك ومع اقتراب عيد الفطر السعيد تنشغل بعض ربات البيوت بتحضير كعك الذي تتعدد وصفاته وإشكاله وحشوته من بيت إلى آخر، حيث أن هناك من ربات البيوت من تقومن بصنع الكعك بالسميد و"حشوة" بالجوز أو العجوة وهناك من تفضل صنع الكعك بالعجين بأشكال دائرية أو على شكل الأصابع. وذكرت أنه إلى جانب ذلك، فأن العديد من محلات الحلويات في المنطقة باتت تعرض كعك العيد في معارضها لاستقطاب الأهالي الذين ينجذبون إلى أشكال الكعك المميّزة ويفضلونها عن الحلويات الشرقية في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل. من جهتها، ترى أم نائل، بأن الزمن قد تغير وأصبحت المرأة عاملة وغير متفرغة لصناعة الحلويات في منزلها بحكم أن كل شيء متوفر، لكن ظروف الحياة تتحكم بالناس وتؤثر على طبيعة معيشتهم، لكنها أكدت بأن صناعته في البيوت عادة تجذرت بالسيدات الكبار اللاتي لا يجدن فرحة في العيد إلا بكعكه ومعموله المنزلي. وتتفق أسماء خالد مع أم نائل بعدم تفرغ المرأة العاملة لصناعة كعك العيد لأنه يحتاج إلى جهد ووقت، موضحة أن المرأة العاملة في هذه الأيام لا تجد وقتاً لتنظف بيتها قبل العيد، إلا أن النساء الكبار حريصات على صنع كعك العيد منزليا، ويرفضن فكرة الكعك الجاهز قطعيا، ولسن مستعدات للتنازل عن الكعك المنزلي الذي يتشارك به الجيران والصحبة والأقارب. ورغم اختلاف وجهت النظر تنتشر رائحة إعداد كعك العيد من داخل المنازل إلى الشوارع والبيوت المجاورة، الأمر الذي يوحي في نفوس المارين اقتراب استقبال أيام العيد السعيد، وهو الأمر الذي يلقي في الوقت ذاته راحة وسعادة في نفوس الجميع. [title] كعك رمز للعيد[/title] أما يوسف لبد الذي يعمل في أحد معارض الحلويات فيقول، نشهد في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل إقبالا من الأهالي على شراء كعك العيد بدلا من الحلويات الشرقية مثل القطايف والكنافة التي كانت تُطلب أكثر في بداية الشهر ووسطه، يبدو أن كعك العيد بأنواعه، أصنافه، وأشكاله المختلفة يشكل رمزا للعيد، وبرأيي أن هذا هو سبب الإقبال الكبير لشراء كعك العيد في الأيام الأخيرة. ويعتبر الكعك والمعمول من أبرز مظاهر العيد في القطاع، فتجتمع النسوة حول طاولة مستديرة ويوزعن الأدوار بينهن كـ"خلية نحل" مواظبة يقوم كل واحد فيها بدوره في العجن والتقطيع، ونقش الكعك بالرسومات، والخبز في الأفران الخاصة، لترسم بمجملها لوحة تطغى على طبعها السرور والابتهاج لدى المشاركين. [title]تأبى الزوال[/title] ويرجع صنع كعك العيد في التاريخ الإسلامي إلى الطولونيين، حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر"، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من بعدهم أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في كافة أقطار البلاد العربية والإسلامية المختلفة. وتقول المراجع التاريخية إن الفراعنة هم أول من عرفوا الكعك، حيث كان الخبَّازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة، ووصلت أشكاله إلى أكثر من 100 شكل مختلف يقدم في مناسبات عديدة، فيما كانوا يصنعونه بالعسل الأبيض.