أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن تقيم "علاقة عمل جدية" مع رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، وذلك تعليقا على دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" إلى إجراء انتخابات عامة في السلطة الفلسطينية لاستبدال عباس كونه "يشكل عقبة بوجه العملية السلمية". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية "فيكتوريا نولاند" الأربعاء 2012/08/22 إن بلادها تقيم "علاقة عمل جدية" مع عباس، مضيفة "ولذا فإننا نتوقع أن نتمكن من العمل معه بشكل جيد". كما نأى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بنفسه عن تصريحات ليبرمان التي دعا فيها لإقصاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقال مسؤول رفيع بمكتب نتنياهو لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "دعوة وزير الخارجية لا تمثل موقف نتنياهو بشأن عباس". وتابع: "نتنياهو يقر بأن عباس يضع عراقيل في المفاوضات بشأن السلام، لكنه ينوي استكمالها بوجوده". من جانبه، انتقد وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك بشدة قيام وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بنقل رسالة إلى الرباعية الدولية داعياً إلى إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية لاستبدال رئيسها محمود عباس، في تصريحات للإذاعة العبرية صباح الخميس 2012/08/23. وقال باراك إن هذه الرسالة تمس بالمصالح الإسرائيلية ومن شأنها أن تؤدي إلى تدهور العلاقات مع الجانب الفلسطيني. واعتبر السياسة التي يتبعها الوزير ليبرمان بخاطئة. وكان ليبرمان دعا اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط إلى الضغط لإجراء انتخابات في الأراضي الفلسطينية، آملا في أن تفضي إلى "تغيير عباس وإحياء عملية السلام المتعثرة" حسب تعبيره. وقال ليبرمان في رسالة موجهة الثلاثاء إلى ممثلي الرباعية (الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا)، وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، إن عباس "يبدو غير مهتم أو غير قادر على التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضع حدا للنزاع". وكتب ليبرمان: "حان الوقت لإيجاد حل مبتكر والتفكير بشكل غير تقليدي لتقوية القيادة الفلسطينية"، مشيرا إلى أنه "ينبغي تنظيم انتخابات عامة في مناطق السلطة الفلسطينية ونتأمل انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وشرعية وواقعية". وتعثرت محادثات السلام المباشرة بين (إسرائيل) والفلسطينيين منذ سبتمبر 2010 بعد انتهاء أمر مؤقت بتجميد جزئي للبناء في المغتصبات ورفض (إسرائيل) تجديده، ولم تسفر جهود الرباعية للجمع بين الطرفين عن أي شيء حتى الآن.