في السابع عشر من رمضان بعد أن تعرف أبو يزن على أنواع الطعام جميعها, أصبح يحدد ما سيفطره بالتفصيل من الصباح, ولكن حتى هذه اللحظة يزيد من الطعام أطباقاً كثيرة, مع أنه يعلم بوجود جيران له في الحارة لا يجدون ربع هذه الأطباق. كثير منا أصبح يعيش في بوتقة نفسه, لا يهمه أحد غيره هو وعائلته, فهو يقول "مصلحتي فوق الجميع", و"الجميع تحت مصلحتي". لماذا لا نجيب بصراحة, هل زالت البركة والمحبة من بيننا؟ وإن كانت!!..... لماذا لا نراها بأعيننا إلا قليلا, ما الذي تغير هل نحن أم الأرض؟ عشاءً وبعد التراويح, جلس أبو يزن مع أصدقائه يتحدثون في هذا الموضوع, أبو عادل المتضايق من أجواء البلد يقول: اليوم يوم الفرد, لو شفت الجيران, يلقي أحدهم القمامة على رأس شارعك والحاوية لا تبعد عنه أمتار.. يجيبه أبو محمد: صحيح, جاري يترك خزان ماتور المياه يعمل حتى يغرق الشارع بالمياه, وقد تكلمت معه مرات عديدة فقال لي أخر مرة: " المهم أن يمتلأ الخزان, والشارع في ستين داهية" . أبو يزن الممتلئ بالكلام كالمنطاد المليء بالهواء الحار قال لهم: جاري حمار بأربع ذيول, فهو يتابع كل المسلسلات العربية والأجنبية, وصوت التلفاز يضرب في أعماق أذني للساعة الثالثة ليلاً .... يا عفو الله. هذا على المستوى البسيط, فما بالك بالطبقة العليا, المتمثلة في التجار, والمدراء وغيرهم, باتت المصلحة الخاصة مقدمة على العامة لكثير منهم . يجب علينا أن نغير كثير من القناعات والعادات التي لم تكن سائدة في السابق, فالأخ لأخيه, والجار لجيره هكذا نكون أفضل حالاً .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.