دلت سنة رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم )علي شرعية الرواتب بعد الصلوات المفروضة على المسلمين لما فيها من فوائد كثيرة قد أخبر عنها المصطفى : أن من حافظ علي ثنتي عشرة ركعة تطوعا في يومه وليلته بني له بيت في الجنة وعن كيفية الحرص عليها والمداومة على أدائها وردت الكثير من الأحاديث الدالة على وجوبية صلاتها وإتباع سنة نبينا الحبيب ... يقول مصلح زويد العتيبي في كتاب «الصلاة المسنونة» إن سنن الرواتب من السنن المؤكدة التي ترتبط بالصلوات المفروضة سواء القبلية أو البعدية ويبلغ عددها كما ثبت في الصحيح (عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أنه كان يصلي مع المكتوبات عشر ركعات أو اثنتي عشرة ركعة ركعتين قبل الظهر أو أربعا وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين وقبل الفجر ركعتين) . وكذلك ثبت في الصحيح أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال: (من صلي في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة بني الله له بيتا في الجنة). وهذه الركعات تسمي بالرواتب التي يحرص المسلم على أدائها إتباعا لسنة الرسول الكريم، حيث كان النبي (صلى الله عليه وسلم ) يحافظ عليها في الحضر أما في السفر فكان يتركها إلا سنة الفجر والوتر فإنه كان (صلى الله عليه وسلم ) يحافظ عليهما حضرا وسفرا ولنا فيه أسوة حسنة لقوله تعالي: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).الأحزاب وقوله (صلى الله عليه وسلم ) : (صلوا كما رأيتموني أصلي) .رواه البخاري .. وفضل صلاة الرواتب عظيم ففيه يتقرب العبد من ربه وينال بها المسلم محبة الله كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) .رواه البخاري... كما أن المحافظة والمواظبة علي هذه الركعات من أسباب الدخول إلي الجنة للمسلم كما ورد في الحديث عن أم حبيبة رضي الله عنها.أنها سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم ) يقول : (ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بني له بيتا في الجنة) رواة مسلم... وليس لصلاة العصر سنة راتبة ولكن صلاة أربع ركعات قبل فريضتها مستحبة ولكنها دون منزلة السنن الرواتب في الأجر ولكن حثنا الرسول الكريم علي أن يصلي قبل العصر أربع ركعات لقوله (صلى الله عليه وسلم ) في الحديث الشريف : (رحم الله امرأ صلي قبل العصر أربعا) رواه الترمذي... كما ثبت في الصحيح أنه قال:(بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة ثم قال في الثالثة : لمن شاء كراهية أن يتخذها الناس سنة) فهذا يبين أن الصلاة قبل العصر والمغرب والعشاء حسنة وليست بسنة فمن أحب أن يصلي قبل العصر كما يصلي قبل المغرب والعشاء علي هذا الوجه فحسن... كما يمكن للمسلم أن يصلي صلاة التطوع في البيت لما ورد في ذلك عندما سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن صلاة التطوع في البيت فقال: صلاة الرجل في بيته تطوعا نور فمن شاء نور بيته) رواه أحمد... وذكر فضل السنن كلها في البيت على أنها أفضل من فعلها بالمسجد كما ورد في الحديث: (فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) رواه مسلم... ويجب المداومة علي صلاة الرواتب من جانب المسلم والحرص على ذلك لأنه يوجد الكثير من الناس من يهتم بالفريضة ويترك السنة والمداومة علي تركها يدل علي قلة الدين عند المسلم وعدم الاهتمام باتباع سنة نبينا المصطفى صلوات اللهم عليه وسلم ... ومن سنن الرواتب التي يجب على المسلم أن يحرص على أدائها سنة الفجر لما لها من أفضلية فإنها خير من الدنيا وما فيها لما ورد حديث عن عائشة رضي الله عنها عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال: ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري ومسلم... وعنها ( أن النبي(صلى الله عليه وسلم ) لم يكن علي شيء من النوافل أشد تعاهدا منه علي ركعتي الفجر) رواه البخاري ومسلم... أما عن سنة الظهر فلقد ورد عن فضل أدائها أحاديث عدة فعن أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي (صلى الله عليه وسلم ) (قالت : سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم ) يقول:من حافظ علي أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله علي النار) رواه أبو داود والترمذي... أما فضل سنة العصر فلقد روى عنها الكثير وورد في الحديث عن علي رضي الله عنه قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم ) يصلي قبل العصر أربع ركعات يفصل بينهن بالتسليم علي الملائكة المقربين من تبعهم من المسلمين والمؤمنين) رواه الترمذي... وعن فضل سنة المغرب فلقد ورد عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال : صلوا قبل صلاة المغرب قال: في الثالثة لمن شاء كراهية أن يتخذها الناس سنة) رواه البخاري... أما سنة العشاء فلقد ورد حديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (حفظت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل الصبح) رواه البخاري... ولذلك يجب أن نحرص علي المواظبة علي هذه السنن الرواتب حتى ننال الفضل والجزاء الذي وعدنا الله به.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.