في ظل تفاقم التضخم ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية قررت الحكومة التركية إنشاء محلات مدعومة لبيع الفواكه والخضروات لمواجهة ارتفاع الأسعار.
وقالت الكاتبة جولي أونوري في تقرير بمجلة "لوبوان" الفرنسية إنه "منذ أسبوع اكتسح موظفو البلدية في أنقرة وإسطنبول الساحات الرئيسية للمدينتين بواسطة شاحنات متنقلة أو خيام كبيرة الحجم، لتقديم الخضروات مثل البطاطس والطماطم داخل أكياس تحمل عبارة (ستحقق تركيا الفوز في هذه المعركة ضد التضخم)".
وفي حين لا يفصل تركيا عن الانتخابات المحلية سوى شهر ونصف أصبح التضخم المتسارع الشاغل الرئيسي للحكومة.
وينقل التقرير عن صحيفة حرييت التركية أن أسعار الباذنجان ارتفعت خلال سنة واحدة بنسبة 81% مقابل 53% في أسعار الخيار و39% في أسعار الطماطم.
وقدرت نسبة التضخم الإجمالي بما يقارب 21% في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأفادت الكاتبة بأنه خلال اجتماع له لم يتردد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تهديد الأشخاص المسؤولين عن ارتفاع الأسعار -وهم الوسطاء التجاريون- بتوجيه صفعة إليهم.
أسعار أقل
الكاتبة أكدت أن البلديات تزودت بالخضروات مثل الطماطم والبصل والبطاطس والفلفل من المنتجين مباشرة، ما جعل الأسعار أقل بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بتلك التي يحددها الوسطاء التجاريون.
وتنقل الكاتبة عن إحداهن أثناء حملها أكياسا ممتلئة "قدمنا لأن الأسعار هنا منخفضة"، وتقول إحداهن أيضا "لا يمكننا العثور على أسعار مماثلة في أي مكان آخر".
وتشير الكاتبة إلى أن جميع الزبائن أكدوا حاجتهم الملحة لاقتناء الفواكه والخضروات ذات الأسعار المنخفضة بصرف النظر عن البائع.
وأوردت الكاتبة أن أردوغان قطع وعدا بتوفير المنتجات المنزلية قريبا، كما أن منصة مبيعات عبر شبكة الإنترنت مخصصة لأنقرة قد أنشئت بالفعل.
وبحسب التقرير، فقد بدأت نتائج هذه المبادرة تظهر داخل الأسواق المركزية، إذ شهدت انخفاضا في أسعار المنتجات المعروضة حتى إن اضطروا للبيع بخسارة.
وذكرت الكاتبة أنه يبقى من غير المؤكد ما إذا كانت هذه المبادرة ستؤتي أكلها مع مرور الوقت.
وبحسب الكاتبة، فقد وصف الخبير الاقتصادي مصطفى سونماز هذه المبادرة بالاستعراض، وقال "ترغب الحكومة في إقناع الناخبين بأنها تحارب التضخم، لكن المشاكل التي تواجهها تركيا أعمق بكثير".
وأشار سونماز إلى أن الزيادة في الأسعار تشمل جميع المنتجات، وليس الفواكه والخضروات فقط، كما أن الأجور ظلت ثابتة.
ووفق تقرير لوبوان، فقد أعلنت الحكومة أنها ستواصل العمل بهذه التجربة لمدة شهرين ونصف، في وقت اعتقد بعضهم أن المحلات المدعومة ستختفي بعد الانتخابات.