أكدت ورقة أعدها مركز بحثي عربي أن الاستيطان هو المشروع الوحيد لحكومة "نتنياهو" الساعية لخلق واقع استيطاني جديد في الضفة، كاشفة عن "توسع رهيب في الاستيطان وأعداد المغتصبات منذ توليه رئاسة حكومة الاحتلال التي تضم أحزاباً من أقصى اليمين المتطرف قبل ثلاث سنوات. الورقة التي اصدرها مركز أبحاث ودراسة السياسات بالعاصمة القطرية الدوحة جاءت بعنوان "الموجة الاستيطانية الجديدة بالضفة: حكومة مستوطنين تستبيح أراضي الشعب الفلسطيني"، وصفت الموجة الحالية بالأقسى تاريخيا، وبـ"استفراد بالشعب الفلسطيني وأراضيه" بعد أن استغلت حكومة الاحتلال انشغال العالم بالربيع العربي، وعجز القيادات الفلسطينية عن اتخاذ أي خطوة نضالية. وأكدت أن الاحتلال (الإسرائيلي) أقام في الضفة نظاماً كولونيالياً استيطانياً عسكرياً إدارياً، جعل المغتصبين أسياد الأرض الحقيقيين. ويرى الفريق الذي أعد الورقة أن موجة التمدد -التي هي جزء من إستراتيجية (إسرائيلية) شاملة تجاه الضفة- هدفها حشر الفلسطينيين في حدود مدنهم وقراهم في منطقتيْ "أ" و"ب" وفق اتفاقيّة أوسلو، وسلخ أكثر من 60% من أراضي الضفة عنهم (وهي المشمولة في المنطقة "ج") وأن الاحتلال (الإسرائيلي) -وبمحاكمه- يتصرف كأنه يقوم بعملية ضمّ للمناطق "ج" دون سكانها. ويذكر التقرير أن عدد مستوطنات الضفة وصل إلى 144 رسمياً، منها 16 في القدس، وأكثر من مائة بؤرة غير رسمية في مختلف أنحاء الضفة وفي قلب الأحياء العربيّة في القدس، ليفوق عدد المغتصبين منتصف هذا العام (550) ألفاً، منهم مائتا ألف نسمة في القدس الشرقية التي ضمتها حكومات الاحتلال عام 1967. [title]جنون في عمليات البناء[/title] وتُفصّل الورقة مختلف العمليات الاستيطانية منذ ترؤس نتنياهو الحكومة عام 2009، والخطط الجديدة المعتمدة لتوسيع مستوطنات قائمة وإنشاء أخرى جديدة. فقد شهد 2011 ارتفاعا في بناء الوحدات السكنية في مستوطنات الضفّة بنسبة 20% عن عام 2010، وشُرع في بناء 1850 وحدة على الأقل عام 2011 في مغتصبات الضفة؛ ليصبح مجموع ما انطلق بناؤه عامي 2010 و2011 أكثر من 3500 وحدة. وشهد النصف الأول من 2012 زيادة كبيرة في خطط البناء، فقد قررت حكومة الاحتلال في فبراير/ شباط 2012 إقامة (695) وحدة في مغتصبات الضفة وخاصة في البؤر غير القانونية. وبداية يونيو/ حزيران 2012، شرعت في بناء (851) وحدة في المغتصبات القائمة في الضفة. وبداية أبريل/نيسان 2012، وضعت وزارة الإسكان خطة لبناء ثمانمائة وحدة في مغتصبة "جفعات زئيف" شمال غربي القدس، لوصلها بمغتصبات شمالي القدس الشرقية المحتلة. كما وضعت خطة أخرى لبناء (942) وحدة سكنية جديدة لتوسيع مغتصبة "غيلو" الواقع مركزها داخل حدود القدس، لتتمدد في أراضي الضفة المحتلة. فجميع هذه الوحدات ستُبنى في الأراضي الموجودة خارج حدود القدس الشرقية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.