تقدر حجم مبيعات نايكي بـ ٢٥ زوجاً من الأحذية كل ثانية أي ما يقدر بـ ١٥٠٠ حذاء كل دقيقة. ولكن نايكي ليست الشركة الوحيدة، فوفق الأرقام تم صناعة ٢٣،٥ مليون حذاء في العام ٢٠١٧ وكان للأحذية الرياضية والسنيكرز حصة الأسد منها. وهذه الأرقام الهائلة تطرح مشاكل جدية. فالجلد مثلاً والذي هو من المواد الأكثر استخداماً في صناعة الاحذية والذي مساره من «المصدر» حتى النتيجة النهائية يرتبط بمجالات عديدة مسؤولة عن ١٨٪ من انبعاث الغازات، كما أنها تساهم وبشكل كبير في إزالة الغابات. معالجة الجلد في المقابل يعتبر من أكثر المصادر التي تساهم في انبعاث الغازات السامة في العالم.
وعليه كان لا بد للشركات من البحث عن طرق أخرى يمكنها من خلالها التوقف عن المساهمة وبشكل كبير بزيادة نسبة التلوث. وبما أن الاهتمام بالبيئة زاد وبشكل كبير خلال السنوات الماضية، وبات المستهلك يختار الشركات وفق حجم اكتراثها للبيئة وجدت الشركات نفسها ملزمة بالتوجه نحو ما بات يعرف حالياً بالموضة المستدامة.
ما هي الموضة المستدامة؟
الموضة المستدامة أو الموضة البيئية هي جزء من فلسفة الموضة المعاصرة والتي تهدف إلى تقليل نسبة مساهمتها في تلوث البيئة والعمل نحو دعم الجهود المبذولة عالمياً من أجل الحد من التلوث. الموضة المستدامة تعتمد وبشكل كبير على الألياف الطبيعية، والتي هي إما أليافاً نباتية أو أليافاً بروتينية أو أليافاً حيوانية. ولكن الأمر لا يتمحور فقط حول المواد المستخدمة، فالموضة المستدامة قائمة على مجموعة كبيرة من القرارات الأخلاقية التي على الشركات اتخاذها مثل ظروف العاملين مثلاً وغيرها من الأمور التي لا علاقة لها مباشرة بالموضة. بطبيعة الحال الخيارات البديلة النباتية ليست بلا أي تأثير سلبي على البيئة ولكن التأثير هو أقل بكثير من الجلد مثلاً.
الأحذية المستدامة
بطبيعة الحال لا يمكن القول إن الأحذية النباتية لا تُحدث أي ضرر يذكر في البيئة، فهناك العديد من الأمور التي تدخل بالحسبان منها الطاقة المستهلكة خلال عملية الصنع، بالإضافة إلى التأثير المباشر للمواد الطبيعية التي يتم استخدامها على البيئة ناهيك عن أن معالجة الألياف الصديقة للبيئة ما تزال تعتمد على مواد كيميائية تؤثر وبشكل سلبي على البيئة. ولكن وبغض النظر عن حجم التأثير السلبي فإن المسار المعتمد تأثيره أقل بأشواط من المسار «التقليدي».
الأحذية المستدامة والنباتية موجودة منذ سنوات، ولكن الجميع كان يتجاهلها ودور الأزياء كانت تتعامل مع المبدأ بشكل عام وكأنه غير موجود. ولكن الحركات الداعمة للبيئة كبرت خلال السنوات الماضية ورأينا مصممين يتحدون كل شيء من أجل إبراز دعمهم لهذه القضية، وهكذا كبرت كرة الثلج.
في المقابل الزبون بات يحدد ما الذي يريده وبما أن نسبة الوعي حول الضرر الذي ألحقناه بكوكبنا بات كبيراً فإن الغالبية باتت تبحث عن شركات صديقة للبيئة وتقاطع تلك التي تساهم بزيادة التلوث بشكل كبير. وهكذا بدأنا نرى الشركات الكبرى مثل أديداس ونايكي وغيرهما تدخل في تعاونات مع ماركات صديقة للبيئة حتى وصلت لمرحلة باتت تعتمد على نفسها من أجل تقديم نسخها الخاصة من الأحذية النباتية.
أفضل الأحذية النباتية
ياتاي ـ Yatay
الماركة الإيطالية هذه ملتزمة وبشكل كلي بدعم البيئة. فمقابل كل حذاء يتم بيعه يتم زراعة شجرة في غابة من الغابات التي تمت إزالتها. كما أن الأحذية التي توفرها صديقة وبشكل كامل للبيئة، فشريط الحذاء مثلاً مصنوع من القنب الكعب مصنوع من البولي يوريثين الحيوي والجزء العلوي من الحذاء مصنوع من مواد معاد تدويرها.
تريتورن ـ Tretorn
ماركة سويدية لها تاريخها مع الموضة المستدامة سواء حين يتعلق الأمر بالأحذية أو بالملابس. تملك مجموعة كبيرة من أحذية السنيكرز المصنوعة من مواد طبيعية وحتى أن بعض الاحذية المصنوعة من الجلود يتم تزويد الزبون بمعلومات عن المزارع التي تتعامل معها الشركة وهذه الجلود بشكل عام يتم صناعتها باستخدام كميات أقل من المعتاد من المياه.
نات ٢ - Nat-2
ماركة ألمانية صديقة للبيئة تم تأسيسها عام ٢٠٠٧ وهي من الشركات التي حققت نجاحاً كبيراً خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً. الموضة المستدامة بالنسبة لهذه الشركة تعني الإبداع في الخيارات، فهناك الأحذية التي تتضمن القهوة المعاد تدويرها وكعب حذاء مصنوع من الفلين بخصائص مضادة للبكتيريا.
فيجا ـ Veja
فيجا من الماركات المعروفة لكل شخص يدعم الموضة المستدامة وذلك لأنها بالإضافة إلى كونها صديقة للبيئة فهي أيضاً توفر موديلات جميلة ومميزة. الاحذية السنيكرز البيضاء الخاصة بها بعلامة V يمكن القول إنها تحولت لأحذية أيقونية والخبراء يتوقعون أن هذا الموديل سينضم إلى ركب الأحذية الكلاسيكية التي لا تتجاوزها الموضة.
ستيلا مكارتني - Stella McCartney
ستيلا مكارتني كانت على الخطوط الأمامية في معركة الموضة المستدامة منذ سنوات. المصممة البريطانية التي ومنذ سنوات تحاول فرض رؤيتها خسرت معارك عديدة أمام شركات ضخمة كانت تحاول «طمس » أعمالها. ولكن مكارتني استمرت ولم تستسلم حتى تمكنت من البروز وفرض رؤيتها الصديقة للبيئة في عالم الموضة.
أحذية الماركة هذه صديقة «وبشدة» للبيئة، فهناك حرص شديد على استخدام المواد الطبيعية وحتى أن الأحذية يتم خياطتها ولا يتم استخدام الصمغ فيها على الإطلاق.
تومز – Toms
ماركة أميركية تعمل وفق مبادئ صديقة للبيئة وللبشر، فمقابل كل حذاء يباع الشركة تقوم بالتبرع بحذاء لطفل فقير. ما تقدمه هذه الماركة غير محصور بالأحذية فقط فهي تصنع أيضاً النظارات الشمية والحقائب.
مات أند ناد ـ Matt & Nat
الشركة الكندية هذه ومنذ انطلاقها في العام ١٩٩٥ وهي تعمل وفق خطة صديقة للبيئة. البداية لم تكن سهلة بحكم أنه خلال تلك الفترة لم يكن هناك الدعم ولا الإقبال على الأحذية النباتية كما هو الحال في يومنا هذا، ولكن رغم «الخسائر». المؤقتة الشركة لم تتخل عن مبادئها. واليوم هي واحدة من أكثر الشركات شهرة في مجال الأحذية المستدامة التي تعتمد على مواد طبيعية، كما أنها وجدت الحل للمواد المستخدمة على نطاق واسع، والتي تعتبر مضرة بالبيئة كالنايلون والمطاط؛ إذ تدمجها بعد إعادة تدويرها في أحذيتها.