قلص البنتاغون بشكل كبير حجم مشاركته في مناورات عسكرية سنوية مشتركة مع (إسرائيل) كان قد جرى تأجيلها مطلع هذا العام على خلفية التوتر الإقليمي مع إيران، وسط تنامي التوتر بين واشنطن و(تل أبيب) على خلفية التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بشن ضربة عسكرية على الجمهورية الإسلامية، بحسب ما نقلت مجلة "تايم" الشقيقة لـCNN عن مصادر مطلعة من الجانبين. وأوردت المجلة تايم أن عدد الجنود الأمريكيين المشاركين في "مناورة التحدي الصارم 12" تراجع من نحو خمسة الاف جندي إلى ما بين 1500 و1200، وبمشاركة سفينة واحدة تعمل بنظام "إيجيس" المضاد للصواريخ الباليستية عوضاً عن اثنين. ووصف مسؤول عسكري إسرائيلي بارز التغيير بأنه "علامة على عدم ثقة الولايات المتحدة"، بحسب "تايم" التي لم يكشف عن هوية المصدر. وقالت قيادات عسكرية أمريكية إنه جرى إبلاغ الجانب الإسرائيلي :"بتقليص حجم المشاركة منذ نحو شهرين"، فيما عزو الخطوة لأسباب مالية إلا أنها تزامنت كذلك مع تنامي التوتر بين الإدارة الأمريكية وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي"بنيامين نتياهو" على خلفية التهديدات الإسرائيلية المتكررة بمهاجمة إيران. وفيما رفض متحدث باسم البنتاغون الخوض في تفاصيل خفض حجم المشاركة بالمناورة العسكرية، نقل المصدر عن الكوماندور ويندي شنيايدر قوله: "طيلة فترة التخطيط والتنسيق كنا على اتصال وثيق بالجيش الإسرائيلي وسنظل كذلك." وكان الجيش الأمريكي قد قرر في يناير/كانون الثاني الماضي تأجيل التدريبات المشتركة كان يعتزم القيام بها مع نظيره الإسرائيلي، في خطوة أشارت التقارير إلى أنها تهدف لعدم إرسال رسائل غير مرغوبة، على خلفية التوتر الإقليمي مع إيران. وحينها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر أمنية لم تسمها أن إلغاء التمرين المشترك الذي كان مقرراً القيام به بعد عدة أشهر "تم لاعتبارات عملياتية،" ونقلت عن مصدر آخر أن بين أسباب الإلغاء "الرغبة في عدم تصعيد الموقف وكون توقيت التمرين حساسا." وبحسب الإذاعة فإن تكلفة التدريب كانت باهظة، إذ كان من المقرر أن يشهد مشاركة الآلاف من جنود البلدين. من جانبه، قال مصدر عسكري أمريكي طلب من CNN" "عدم الكشف عن هويته إن التدريبات :"تأجلت بالفعل إلى موعد لاحق من العام الجاري"، لكنه نفى معرفته بسبب ذلك. ومنذ أن أطلقت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز الحيوي، في حال استمر الضغط الغربي عليها، تزايدت حدة التوتر في المنطقة والعالم، وأخذ المسؤولون الغربيون في الدخول في حرب كلامية مع الجمهورية الإسلامية. ومضيق هرمز الاستراتيجي، هو المخرج الوحيد من الخليج، والذي مر عبره نحو (17) مليون برميل من النفط يومياً في عام 2011، وفقا لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية. وتشتبه الولايات المتحدة و(إسرائيل) بوجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية بالتأكيد على أنه سلمي ومخصص لاستخدامات مدنية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.