(إبدا بنفسك لتحقيق أحلامك لا تنظر إلى الوراء أسعى في مناكب الحياة وتحدى الصعاب واصنع من نفسك كل شيء) تحت هذا الشعار بدأت منى الششنية بصنع من نفسها كل شيء لتقف أمام الجميع وتثبت أنها قادرة على تحدى الصعاب ومحاربة الألم والغياب، تزوجت في عمر مبكر أنجبت ابنتين وعندما كان ابنها الثالث في أحشائها تم أسر زوجها من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي كان ومازال يمارس بطشه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، منذ هذه اللحظة بدأت صراعها وتحديها مع الحياة فهي اليوم تعتبر الأم والأب والسند والقوة.
الدكتورة منى الششنية هي مثال للمرأة المثابرة والناجحة، هي قدوة لمن يريد الاقتداء قالت: بأنها منذ أن تم أسر زوجها بدأت تقف على حلبة الحياة لتخطو أول خطوة وهي استكمال دراستها الجامعية في جامعة القدس المفتوحة تخصص الخدمة الاجتماعية مشيرةً أنها بعد انتهائها من الجامعة في عام 2001 لم تتوقف بل انتقلت إلى دراسة الماجستير بالإضافة إلى مشاركتها العديد من الفعاليات والاحتفالات التي كانت تنظمها الجامعة.
أضافت منى أنها انتقلت من كونها طالبة في جامعة القدس المفتوحة لتبدأ موظفة ومحاضرة أيضا في نفس الجامعة وهذا في عام 2008 موضحةً إن إصرارها وطموحها للنجاح دفعها لان تكون عضو نائب الرئيس في جمعية التأهيل المجتمعي في مخيم البريج ونائب الرئيس في جمعية لتأهيل المعاقين وأيضا عضو المركز القومي للأبحاث.
أكدت الششنية بان سلم النجاح لم يتوقف وحان الآن للبدء بمرحلة وتجربة جديدة وهي تكملة دراسة الدكتوراه في دولة مصر ,هذه الفترة واجهتها الكثير من الصعوبات، في الوصول للهدف ليس أمر هين بل يحتاج للمثابرة والسعي المستمر مبينة أنه في تلك الفترة جاء الخبر الذي أنساها معاناة السنين وهو الإفراج عن زوجها الاسير المحرر زهير الششنية في صفقة وفاء الاحرار عام 2011 ,بدأت بالتقاط انفاس الفرح، ها هو الوقت المنتظر قد جاء، لم تعبر الكلمات عن مدى فرحتها في تلك اللحظة , دعواتها المستمرة ومناجاتها بفضل الله قد استجابت.
حيث قال زوجها الاسير المحرر زهير الششنية: أنه عندما خرج من السجن تفاجأ بأن زوجته قد أنجزت دوره في غيابه على أكمل وجه فعند وصوله إلى بيته وجد أبنائه وأحفاده يحتضنوه بكل حب مضيفاً أن زوجته كانت الدافع والمشجع الأول له لاستكمال دراسته الجامعية في جامعة الأزهر تخصص العلوم السياسية.
طموح الدكتورة منى مازال مستمر فهي تسعى كل يوم بأن تكون أفضل من اليوم الذي قبله، تسعى للإنجاز وتحقق الأهداف والأحلام, حيث حان الوقت لاستكمال مسيرتها مناقشة رسالتها التي تحمل عنوان (واقع المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي ) نعم الاحتلال الإسرائيلي بالفعل كان العائق الأكبر في تعطيل وتعجيز تحقيق أحلام جميع أبناء الشعب الفلسطيني , فهي تعتبر نموذج ومثال للمرأة التي كان الاحتلال عاتقها الأكبر، حرب عام 2014 التي مارسها الاحتلال على قطاع غزة منعتها من السفر لمناقشة رسالة الدكتوراه ,موضحة أنه في لحظة ووقت مفاجأ جاءها خبر إصابة ابنها بإصابات خطيرة خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، هذه اللحظة أجبرتها على السفر للوقف بجانب ابنها واستكمال علاجه في مصر، فكان الله الميسر والمعين فسبحانه وتعالى قال "عسى أن تكرهوا شيئا فهو خير لكم "، على الرغم من شدة حزنها وألمها على حالته ابنها، إلا انه خلال تواجدها في مصر تم السماح لها بمناقشة رسالة الدكتوراه وحصولها على امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
وفي الختام من أراد العلا سهر وتحدى وقاوم جميع الصعاب، ومن أراد أن يعيش عيشةً كريمة مليئة بالإنجاز بدأ بنفسه وسعى بنفسه ونظر للإمام دون الالتفاف للوراء.








