يا قيادتنا الأزلية، ألستم من قال بعظمة لسانه: إن الدولة الفلسطينية قائمة لا محالة في غضون عامين، وموعدها أيلول 2011، لقد جاء أيلول المشئوم، ولم تقم الدولة، ونحن اليوم في أيلول 2012،ولم تقم الدولة، ويجزم كل عاقل في هذا الوطن أن الدولة الفلسطينية التي كان موعدها 1999لن تقوم أبداً؟ فماذا ستقول للشعب!؟ ويا قيادتنا الأزلية، ألستم من قال: إن بناء المؤسسات هي الأهم على طريق بناء الدولة، وأنك منشغل مع رئيس وزرائك سلام فياض في بناء مؤسسات الدولة، رغم أنف الإسرائيليين؛ الذين انشغلوا في بناء المستوطنات، فلماذا نجحوا في بناء المستوطنات بينما فشلتم أنتم في بناء المؤسسات، وذلك وفق تقرير البنك الدولي، الذي قال: إن اقتصاد السلطة الفلسطينية غير مستقر بشكل كافٍ من اجل تأييد السلطة الفلسطينية لتصبح دولة فلسطينية. ويا قيادتنا الأزلية، ألستم من قال: إنك وسلام فياض ستؤسسان لاقتصاد فلسطيني يعتمد على نفسه، لأن الاستقلال الاقتصادي هو بداية الاستقلال السياسي، فما الذي جرى؟ ولماذا صارت مديونية البنوك على السلطة الفلسطينية مليارات الدولارات، رغم أنكم تقبضون من الدول المانحة، وتقبضون من الدول العربية، وتقبضون مقابل الضرائب من دولة الكيان، ليأتي آخر الشهر، ولا يجد الموظفون رواتبهم، ليتأكد بذلك صحة البحث أجراه البنك الدولي، والقائل: إن السلطة الفلسطينية ترتكز في نموها الاقتصادي على الدعم والمنح الدولية وهذا الدعم يبلغ المليارات من الدولارات، و لكنه لا يكفي لضمان تطور اقتصاد السلطة الفلسطينية! ويا قيادتنا الأزلية، أيكما المسئول شخصياً عن مأساتنا؟ أيكما الأصدق، الذي سيقف أمام الشعب ليقول: وعدتكم وخذلتكم، لقد فشلت وأفشلتكم، لقد زهقت وأرهقتكم، وأنا المسئول عن خراب بيتكم، وأنا الذي محقت أجيالكم، وترككم بلا وطن، وبلا مال، وبلا آمال، وبلا كرامة، تلوكون الندامة، بعد أن ماتت قضيتكم السياسية التي كانت تشغل الرأي العام العالمي، فصارت قضيتكم الأكثر تهميشاً!. الشعب الذي خرج ثائراً في الضفة الغربية لن يكتفي باعتراف رئيس حكومة رام الله سلام فياض لصحيفة الأندبندنت" البريطانية، حين قال: إن الفلسطينيين لم يكونوا أكثر تهميشاً من قبل عما هم عليه الآن! والشعب الفلسطيني لن يصدق سلام فياض حين يقول: إن التهميش أصبح الآن العائق الأكبر أمام التقدم نحو إنشاء دولة فلسطينية، وهو التحدي الأكبر أمام الفلسطينيين! لأن في هذا التصريح نهاية حلم دولة المؤسسات، والتأكيد على أن قضيتنا السياسية حقل تجارب، وأن صاحبها هو الحاضر الغائب. وإذا كان التهميش هو العائق الأكبر لقيام الدولة، فمن الذي جعل الفلسطينيين هامشيين يا سلام فياض؟ ومن الذي جعل من الفلسطينيين شعباً لا يساوي لدي المستوطنين أكثر من بعضة شواقل إسرائيلية ؟ أليس التهميش نتاج سياستكم أنت ومحمود عباس؟ ألستما المسئولين عن السياسة الفلسطينية التي أوصلت قضيتنا إلى هذا التهميش المهين؟ بماذا سترد القيادة الأزلية على همساتي الناعمة؟ هل ستتحمل المسئولية، ويقدمون استقالاتهم، أم سيخرج من يدافع عن الفشل، وينادي محمود عباس رئيساً للشعب الفلسطيني إلى أبد الآبدين؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.