لم يكن يعلم الدكتور المثابر منذر قريقع أن آخر حالة سيقوم بمعالجتها هي لرفيق له في الشهادة ، ولم يكن يعلم أن الوقاحة الصهيونية تزايدت بشكل غير مسبوق فلم تعد تميز أدواتها الدموية القاتلة بين عسكري ومدني ، بين طفل وشاب وإمرأة ، أو بين مسن هرم. فالآلة الحربية الصهيونية لم ترحم أنات ابن شقيق الطبيب منذر إسلام الذي يبلغ من العمر (5) سنوات والذي خرج من مستشفى الشفاء بعد علاجه على يد عمه لمرض ألم به ، ولم ترحم بكاءه متألماً مما ألم به فقطعت جسده الغض عبر صواريخها المجرمة التي تؤكد مصادر متعددة بوزارة الصحة أنها صواريخ محرمة دولياً . فقد شدد الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أن معظم الإصابات خلال العدوان الحالي على القطاع عبارة عن بتر أجزاء من أجسام المصابين أو اختفاء معالم الجسد ، كاشفاً النقاب عن أن الدخائر المستخدمة غير تقليدية وتستدعي فحصها لاثبات الجريمة الصهيونية . رحل الطبيب الرحيم منذر قريقع بعدما عاش منذ ولادته حتى الآن (33)عاماً تحت الاحتلال وآلة بطشه التي لم تتوقف يوماً عن البطش بالشعب الفلسطيني ، رحل الطبيب المحبوب مع شقيقه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي معتز وطفله المريض إسلام . رحل ليكون شاهداً على بشاعة الاحتلال وقسوة صواريخه الصماء التي لا تعرف سوى لغة الأشلاء المقطعة والدماء المتناثرة ، رحل في رمضان يوصل لربه حال غزة التي ترزح تحت عدوان صهيوني يتواصل ، فالحصار الذي أنهكها لم يعد يكفي الاحتلال ويشبع غريزته المتعطشة للدماء، بل لابد من صواريخ تدك الأرض وتهزها وتمزق الأجساد وتناثر الدماء . من جهتها استنكرت وزارة الصحة الفلسطينية استهداف د. قريقع طبيب العناية المكثفة في مستشفى الشفاء وهو عائد من المستشفى ، كما نعت اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ الطبيب الشهيد ، داعية إلى حماية الطواقم الطبية العاملة في غزة .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.