تعتبر المضادات الحيوية من أكثر الأدوية التي يصفها الأطباء، وهي تعمل على قتل البكتيريا المسببة للمرض، لكنها ليست علاجا لجميع الأمراض.
وأوضح الأمين العام للجمعية الألمانية للطب الباطني البروفيسور أولريش فولش أن المضادات الحيوية هي أدوية تؤثر على حياة البكتيريا، أو بمعنى آخر تقتل مسببات الأمراض وتمنع نموها.
وأضاف فولش أن المضادات الحيوية تساعد فقط في علاج الأمراض التي تسببها البكتيريا، مثل التهاب اللوزتين والالتهاب الرئوي والتهاب المثانة والتهاب السحايا، في حين ليس لها تأثير على العدوى التي تسببها الفيروسات، وبالتالي فهي لا تساعد في علاج الإنفلونزا.
ومع ذلك، يمكن للبكتيريا أن تهاجم الجسم بسهولة وتتكاثر بسبب ضعف الجسم الناجم عن عدوى فيروسية، فعلى سبيل المثال العدوى الفيروسية في الرئة تؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بالتهاب رئوي بكتيري، لذلك قد يكون من الضروري في بعض الأحيان تعاطي المضادات الحيوية حتى في حالات العدوى الفيروسية.
أكثر من 80 مادة
من جانبها، أشارت الصيدلانية الألمانية أورسولا زيلربيرغ إلى أن أكثر من 80 مادة نشطة مختلفة تستخدم كمضادات حيوية، نظرا لأنه ليس كل مضاد حيوي يقتل أي نوع بكتيريا.
وأوضحت زيلربيرغ أن المضادات الحيوية واسعة المدى تعمل ضد العديد من مسببات الأمراض، في حين تعمل المضادات الحيوية محدودة المدى على قتل مجموعة معينة من البكتيريا.
ويحدد الطبيب نوعية المضاد الحيوي الذي يتعين على المريض تعاطيه اعتمادا على مسبب المرض وشدة العدوى.
ويتعين على المريض إخبار الطبيب عما إذا كان يتعاطى أدوية بشكل منتظم، لأن بعض المضادات الحيوية تسبب مضاعفات مع أدوية معينة.
آثار جانبية
وأشارت زيلربيرغ إلى أن المضاد الحيوي قد تكون له آثار جانبية مثل آلام في المعدة والإسهال والغثيان، فضلا عن ظهور استجابة تحسسية على الجلد، مثل الاحمرار أو الحكة أو عدوى فطرية مهبلية لدى الفتيات والنساء.
وشددت زيلربيرغ على ضرورة الالتزام الصارم بكيفية تعاطي المضاد الحيوي المحددة من قبل الطبيب، موضحة أن تعاطي المضاد الحيوي ثلاث مرات باليوم يعني تعاطيه كل 8 ساعات.
كما يجب الالتزام بالمدة المحددة، فإذا كان من المقرر تعاطي المضاد الحيوي لمدة خمسة أيام فإنه يجب تعاطيه طوال هذه الفترة، ولا يجوز إيقافه حتى مع الشعور بتحسن بعد يومين فقط، لأنه من الممكن ألا يتم القضاء على البكتيريا بشكل كامل.
وينصح فولش بعدم تناول الحليب أو أي من منتجاته لمدة ساعتين قبل تعاطي المضاد الحيوي وساعتين بعده، تفاديا لحدوث مشاكل بالجهاز الهضمي، في حين يعد الماء أفضل مشروب لتعاطي المضاد الحيوي.
وشددت زيلربيرغ على ضرورة التخلص من المضاد الحيوي المتبقي وعدم تخزينه بغرض استخدامه فيما بعد أو حتى لنقله إلى مرضى آخرين.