قراءة تحليلية في التصعيد الصهيوني الأخير على قطاع غزة وردود المقاومة على جرائم الاحتلال، والسيناريوهات التي قد تكون محتملة في الفترة المقبلة . [title]الضغوط العربية[/title] • إن زيادة الضغوط العربية على إسرائيل, والمتوفرة بعد الثورات, والمنبثقة من الحراك الشعبي, قد تتيح مساحة أكبر للرد من قبل القسام على جرائم الاحتلال بشكل سريع, وبقوة أكبر, وفرصة أكبر لتصدر المقاومة الفلسطينية والرأي العام, والضغوط العربية تكون كفيلة بدفع حرب كبيرة عن القطاع. • شكلت المظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية أمس وأول أمس رعباً حقيقاً للإسرائيل, فهي تكاد تفقد أعز حلفائها, وتضع نفسها في مواجهة جيش من أقوى جيوش المنطقة, وهنا تكون الحكومة المصرية والمجلس العسكري أمام خيارين لا ثالث لهما, الشعب أو إسرائيل. • تجزم جميع الأطراف العربية المحيطة أن إسرائيل باتت تشكل قلقاً كبيراً, ودائما في المنطقة, وذهب البعض لإلقاء السبب في الكثير من المشاكل العربية على إسرائيل, وبقائها في الوسط العربي, وتبرز المشاكل العربية في الجيوش, والجامعة العربية, والقرارات الضعيفة. [title]الحدود الجنوبية لغزة[/title] • هناك قلق شديد لدي الاحتلال من الحدود الجنوبية للقطاع, فإسرائيل غير قادرة على حماية حدود سيناء الطويلة والشاقة, وهناك مناطق كبيرة لا تخضع للحماية ومكشوفة لدخول مجموعات قد تنفذ عمليات داخل الكيان. • عدم استقرار الحدود والثورات الحاصلة وبالذات ليبيا, أتاحت دخول أسلحة جديدة كفيلة بإدخال عنصر جديد للمعادلة تخرج القسام من استراتيجية النفس الطويل عبر القصف ببطء, أو تقنين استخدام الصواريخ, للتفكير بتكتيك الرد السريع وبقوة, فيوم أمس لوحده شهد سقوط عشرات صواريخ “الغراد” على مناطق متفرقة من الأراضي المحتلة. [title]صاروخ موجه[/title] إن قضية إطلاق صاروخ موجه على الزوارق الإسرائيلية قد تكون كذبة, لأن هذا ليس بوقت الرسائل التي يرسلها القسام للعدو, فقد سبق وأرسل رسالات عديدة عبر إطلاق عدة صواريخ مضادة للدروع أحدهما على باص فارغ داخل الحدود, والآخر على دبابة, هذا الوقت هو وقت المفاجئات والضرب بقوة, وقد تكون عواقب الرسائل وخيمة. [title]الوضع الداخلي:[/title] • القسام بدى أكثر إستقراراً, وترتيباً, وهناك صعوبة واضحة للوصول لأفراده, فآلية الاتصال الاعتيادية والقادرة على إرسال إشارة عن تواجد العناصر تم استبدالها بآلية جديدة, وكذلك آلية القصف, والخطط المستخدمة تغيرت, فقد استفاد القسام من حرب اسرائيل الأخيرة على غزة. • تبحث حماس عن تصعيد يحرك المنطقة اتجاه قضيتها, فالركود الحاصل من معابر مغلقة, وحصار مستمر, ومفاوضات متوقفة, ومصالحة متأخرة, وكذلك مقاومة تعيش حالة من التهدئة, يكون المخرج منها حول فسخ الهدنة, وقد تكون غزة قادرة على استيعاب ضربة جديدة أخرى. • سلاح الجو الإسرائيلي لا زال الأقوى, والقلق الأكبر لدي المقاومة, ولا يمكن تفادي قصف المنشئات أو المواقع الثابتة, ولكن يمكن تفادي قصف الأفراد عبر آلية رادعة ضد العملاء, وتنفيذ أحكام الإعدام في هذه الوقت على من صدر بحقهم إعدام قد تعتبر خطوة رادعة. • على القسام الرد وهو مطالب بالرد, بضغط شعبي وعربي, وقد يكون مضطراً أن يضحي ببعض من قياداته السياسية أو العسكرية لمرحلة جديدة من الصراع. [title]عملية إيلات[/title] • قد تكون عملية إيلات مفتعلة, فتاريخ إسرائيل حافل بهكذا عمليات, والقارئ لكتاب جواسيس جدعون الذي يمثل تاريخ طويل من عمليات الموساد الاسرائيلي, يعرف ذلك, وإلى الآن لم نرى أحد من منفذي العملية, ولا من القتلى الإسرائيليين. • عملية إيلات وما تلاها من تصعيد, قد تكون للخروج من الأزمة التي تحياها إسرائيل, فقد سبق لنتنياهو حذر المتظاهرين من خطر اطلاق الصواريخ والجماعات المسلحة . • قد تكون العملية رسالة لمصر بأنك المسئولة عن أي هجوم قادم من الجنوب, وقد نضطر آسفين لقتل جنودك في حال أي اشتباك مع خلايا مقاومة على الحدود. تصعيد أم لا؟! [title]إسرائيل أمام سيناريوهين[/title] السيناريو الأول: • يتمثل في إرسال رسائل عديدة لمصر حول أمن الحدود, ولغزة حول إطلاق الصواريخ, وللداخل حول مخاطر محتملة إن حدثت ثورات وانقلابات داخلية, وللمنطقة حول بقاء اللاعب الأبرز إسرائيل في الواجهة. • إن الأزمة الاقتصادية التي تحياها إسرائيل تجعلها غير قادرة على دفع تكاليف حرب جديدة, خصوصا بعد أزمة الديون الأمريكية, والخطر الاقتصادي الذي يتهدد المؤسسة الصهيونية العالمية “بني عكيفا”. • الخوف من الثورة المصرية أن تقوم بنشاطات عسكرية مثلاً, خصوصاً وسط دعوات من بعض التيارات المصرية بوجوب الزحف نحو فلسطين, قتل اليهود. • افتعال حرب جديدة في غزة, يضع أمريكا أمام أزمة جديدة في المنطقة في التعاون مع حليفتها إسرائيل, وفي مواجهة العرب جميعاً, وحروب أمريكا الخارجية, وأزمة الديون السيادية التي تعيشها, قد تصرف النظر عن إعطاء ضوء أخضر لعملية جديدة في المنطقة. • لا تريد إسرائيل أن تسلط العيون العربية الشعبية الناقمة عليها من خلال حرب جديدة على الفلسطينيين, قد تؤثر على القرار السياسي الرسمي العربي, وتقود لخطوات تكون ضاغطة عليها. • أي حرب تقود لقتل المدنيين تضع إسرائيل في مواجهة الرأي العام العالمي, والمؤسسات الحقوقية, والشعبية, قد تقودها لتنازلات جديدة لا تريدها. السيناريو الثاني: • إسرائيل معنية بتصدير أزمتها الداخلية وبأي شكل من الأشكال على طرف خارجي, وقد يكون هذا الطرف غزة . • لابد من الرد على صواريخ المقاومة, هذا مبدأ إسرائيلي راسخ في الأعوام السابقة, والتصعيد يجر تصعيد. • إسرائيل معنية لفرض صورتها في المنطقة بقوة كبيرة, وأنها لا زالت صاحبة القوة الأكبر, خصوصاً بعد التغيرات التي أفرزتها الثورات العربية . • إسرائيل معنية بمعرفة أساليب الرد الجديدة , والأسلحة الحديثة التي تمكنت المقاومة من إدخالها لغزة. • قد تكون العملية العسكرية جوية, مصاحبة لها عملية برية محدودة على الأطراف بتكلفة قليلة, وسريعة تثبت قوة الردع الإسرائيلية. • طبيعة تصريحات المسئولين الإسرائيليين تجعلهم يفكرون في ضربة قوية لغزة, ولكن إلى الآن مختلفين على آلية الضربة, ما بين برية أو حربية, وكذلك طبيعة الردود من قبل الإسرائيليين على الصحف والمواقع الالكترونية تدفع باتجاه الانتقام والرد والقتل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.